الصبــــــــــــــر

“فالصبر مفتاح الفرج” مقولة عربية ولكنها تنطبق على جميع البشرية. ولا فائدة من العصبية وضيق الخلق إذا لم تنالي ما تبتغيه من الحياة بسرعة لأنهما يعقدان الأمور ويضعان مزيدا من العراقيل في طريق الحصول على ما تبتغين تحقيقه إن كان في المنزل أو العمل أو المجتمع.

بعد أن تحدثنا معاً في الموضوع السابق عن الطرق التي تجعلك لبقة في حديثك مع الآخرين.

الصبــــــــــــــــــــر
نستكمل حديثنا اليوم عن جزء هام أيضاً في تعاملك مع من حولكِ و هو ” الصبر 
كيف تكونين امرأة صبورة مع من حولك.

فالصبر مفتاح الفرج” مقولة عربية ولكنها تنطبق على جميع البشرية. ولا فائدة من العصبية وضيق الخلق إذا لم تنالي ما تبتغيه من الحياة بسرعة لأنهما يعقدان الأمور ويضعان مزيدا من العراقيل في طريق الحصول على ما تبتغين تحقيقه إن كان في المنزل أو العمل أو المجتمع. بالطبع هناك منغصات كثيرة في الحياة تبرز إلى السطح مقولة أخرى تقول” إن للصبر حدود”، وهذا أيضا ينطبق على جميع الناس أينما كانوا على الأرض. فماذا تفعلين أمام طابور طويل من الناس ينتظرون في البنك لإنجاز معاملاتهم وأنتِ من بينهم؟ وماذا تفعلين إذا كنتِ تقودين سيارة بعد تعب ناجم عن عمل شاق وطويل في الوظيفة وطوابير السيارات أمامك تؤخر وصولك للبيت للخلود للراحة؟ وماذا تفعلين في زحمة “الشوبينج سنتر” إذا كنت تريدين شراء ثياب على عجل لحضور مناسبة من المناسبات؟ كلها أسئلة ولكن هناك إجابة واحدة مفيدة عليها “الصبر“، فما هو دليلك لتصبحي امرأة صبورة؟؟

عندما لا تتفقين مع أحد ما حول رأي معين دراسة برازيلية صادرة عن قسم العلوم الإنسانية التابع لجامعة ” أوسب” الحكومية في مدينة “ساوباولو” قالت إن معظمنا قد لا يتفق مع الآخرين حول آرائهم. فهل ننهال عليهم ضربا أو نشتمهم أو نصرخ في وجههم؟ الجواب هو بالطبع لا لأن ردود فعل كهذه تعطي انطباعا سيئا عن الشخصية وتوقع من يتصرف بهذه الطريقة في فخ الاصطدام مع الآخرين. في حالات كهذه يمكنك أن تظهرين الصبر من خلال جملة من التصرفات التي تنم عن الصبر.
1 استمعى أولاً لمن يتحدث عن شيء هو سخيف بالنسبة لكِ و تنفسي بعمق حتى يصل المتحدث إلى النتيجة النهائية لحديثة.
2 بعد انتهاء الحديث يأتي دورك في الرد الهادئ و المقنع حول عدم موافقتك على ما قاله المتحدث.
3 فإن لم يوافق هو الآخر على ما قلتيه من الأفضل تغيير الحديث و عدم إظهار انزعاجك.

*هذا الموقف يعطي الآخرين انطباعاً بأنك ذو شخصية قوية يصعب استفزازها. وإن واصل المتحدث حديثه الذي لاتقتنعين به تظاهري بأنك قد فهمت ما قاله وربما يكون على حق من وجهة نظره.

أما عن
الصبر في العمل والوظيفة أضافت الدراسة بأن هناك الكثير من الوظائف التي فيها ضغط كبير في العمل وأحياناً تضطرين القيام بعدة أمور في آن معا في ضوء ما يطلبه مديرك أو المشرف على عملك أو مسئولك المباشر. وقالت الدراسةأنه أمام هذا الوضع هناك نساء يصلن إلى مرحلة البكاء من شدة ضغوط العمل وهذا لا يفيدك إذا رآك أحد من المسئولين في الوظيفة على هذه الحال. و أوضحت الدراسة بأنه:-

1 من غير المستحب أن تتذمري من ضغوط العمل.
2 أفضل طريقة لمواجهة ذلك هو العودة إلى طاولتك وأخذ قسط من الراحة لمدة خمس دقائق وتناول كوب من المياه.
3 الاستعداد لتصنيف الواجبات حسب الأولويات.
4 أبدئي بتنفيذ ما طلبه المسئول الأكثر نفوذا أولا ومن ثم الأقل نفوذا وهكذا إلى أن تظهر أمامك خطة لتنفيذ كل المتطلبات. فان تأخرت في تنفيذ طلب مسئولك المباشر وجاء لكى يستفسر بإمكانك أن تقولي له بأن المدير الكبير طلب تنفيذ أمر ضروري وعند الانتهاء منه سأنفذ ما طلبته؛ في هذه الحالة لن يبدي المسئول الأصغر تحديا للمسئول الأكبر وتكونين قد أنقذت الموقف بالصبر.

ليس من الضروري أن تتذمري وتقولي بأنك لا تستطيعين القيام بعدة واجبات.

أما عن
مشكلة الطوابير قالت الدراسة انه في هذه الأيام هناك طوابير أينما اتجه الإنسان.
في” الشوبينج سنتر أو في زحمة المواصلات أو عند الذهاب للمصرف وإلى ماهنالك“؛ أن يصطف الناس في طوابير منظمة لإنجاز شيء ما هو دليل نظام واحترام النظام هو الصبر بحد ذاته؛ مهما تأخر دورك في تنفيذ ما تبتغينه يجب أن تفكري بأن جميع الناس متساوون في الحقوق وبأنك لست أفضل من غيركِ؛ في مشكلة الازدحام المروري، يجب أن تفكري أولاً بالسلامة والوصول إلى المنزل بسلام. فمهما كان الازدحام شديدا يجب أن تفكري بأن جميع الناس يريدون الوصول إلى بيوتهم أو أماكن عملهم. في هذه الحالة إذا فكرت بمخالفة قواعد المرور فاعلمي بأنك تعرضين حياتك وحياة الآخرين للخطر، ومن الأفضل التنفس بهدوء وعمق ووضع نصب عينيك بأن الحالة هي عامة وأنت لست المقصودة وحدك، بل هناك المئات يشعرون بما تشعرين به.

أما عن
لو أنت مدرسة وطلابك مشاغبون قالت الدراسة إن هناك مراحل دراسية يكون فيها الطلاب مشاغبون ومتمردون وعنيدون وبخاصة في مرحلة المراهقة؛ لذا فمن الخطأ مواجهة المراهق الذي يعتقد بأنه أعظم إنسان على وجه الأرض. مع مثل هؤلاء الطلاب يفضل استخدام أسلوب المناقشة الهادئة من قبل المدرس من دون إظهار التحدي لأن أكثر ما يغيظ ويستفز المراهق هو الشعور بأن أحدا ما يتحداه حتى وان كان أستاذه.

1 إن لم يقتنع أحد الطلاب بشرحك للدرس بإمكانك أن تعيدي له شرحك مرات كثيرة.
2 فإن واصل شغبه وتظاهر بعدم فهم ما تشرحينه.
3 فبإمكانك أن تعطيه مصادر أخرى من المعلومات للتأكد.

* ولا تحاولي أبدا فرض رأيك عليه وإلا فإنك قد تفقدين السيطرة على نفسك وتدخلين في مواجهة قد تؤثر على حالتك النفسية وعلى عملك.

وتابعت الدراسة تقول إنه بإمكانك أيضا استدعاء أولياء مثل هؤلاء الطلاب لوضعهم في صورة تصرفات أبنائهم. فان لم يفد هذا أيضا بإمكانك التحلي بالصبر حتى نهاية العام الدراسي لتعطيه ما يستحقه بالضبط من علامات إن كانت ايجابية أو سلبية.

أما عن
إذا رأيت أحداً يعبث بشيء يخصك قالت الدراسة “لنفرض أنك جالسة في محل عام إن كان مطعما أو مقعدا في الحديقة أو في المنزل ورأيت أحدا يعبث بشيء يخصك فماذا تفعلين؟
1 اسألي لماذا يعبث ذلك الشخص بشيء يخصك واستمعي إلى رده ولا تحاولي توبيخه من أول وهلة بشدة لأن ذلك قد يجلب مواجهة.
2 تأكدي بأن الشيء الذي يخصك لم يسرق أو يضيع عندئذ بإمكانك غض النظر عن ذلك وبذلك تظهرين صبرا جديرا بالاحترام

*ما هي أكثر الأشياء أهمية في الجسم والصحة؟؟

في النهاية طرحت الدراسة سؤالا عن أهم شيء في صحة الإنسان وقالت أن الغالبية العظمى ربما تقول بأن أهم شيء للصحة هو القلب السليم، هذا صحيح، وربما يقول آخرون بأن الرئتين هما أهم الأجزاء في الجسم، وهذا صحيح أيضا، وربما يقول البعض بأن الكبد هو أهم الأجزاء أهمية في الجسم، ذلك صحيح. ولكن هل فكر أحد بأهمية الأعصاب في جسم الإنسان؟؟؟

الأعصاب ثم الأعصاب هي التي تعتبر أهم ركن من أركان الصحة. فان اهتزت هذه الأعصاب لكل صغيرة وكبيرة فإن النتائج ستظهر على الجسم بأسره. والنصيحة هي أن لا تشدي أعصابك وتتعبيها في أشياء أقل أهمية من صحة أعصابك وقد تبين علميا بأن الصبر هو الوحيد القادر على الحفاظ على صحة الأعصاب.

إذاً فـــــــالصـبــــــــر يــــــــا سيـــــــدتــــــــي

Similar Posts