المرأه قبل الإسلام و بعده


هذا هو الفرق بين حياة و معاملة المرأة قبل وجود الإسلام و بعده و هو تغيير ملحوظ فلقد كانت المرأة تعامل و كأنها سلعة تباع و تشترى و تعامل و كأنها متاع لكن جاء الإسلام ليغير كل هذا.

نبدأ حديثنا عن المرأة و من خلال موضوعنا سنوضح كيف ارتقى الإسلام بالمرأة ؟ و كيف كان حال المرأة قبل الإسلام و بعده؟ و ما هي الامتيازات التي قدمها الإسلام للمرأة ؟؟؟

فعندما نتحدث عن المرأة و مكانتها فإننا نتحدث عن رحلة الازدواجية الأخلاقية التي عاشتها المرأة إلى جانب الرجل خلال مسيرة البشرية الطويلة.

فالمرأة 

و لتوضيح هذا الكلام بطريقة أوضح و أدق هيا بنا نقوم برحلة في العصور المختلفة نستوضح بها هذا الأمر:-

فهذه كانت حياة المرأة عندهم ؛ فلا يليق بالكاهن أن يصلى على امرأة ؛ و لا يجوز إشعال المجامر و إضرام النار فى مواقد المعابد من أجل موت الأنثى ؛ بل قضت شرائع الهند القديمة أن الوباء و الموت و الجحيم و الأفاعى خير من المرأة ؛ و كان حق الأنثى فى الحياة ينتهى بانتهاء حياة زوجها الذى هو مالكها قبل أن يكون زوجها ؛ وما عليها – من باب الواجب- بعد موت وإحراق جثة زوجها إلا أن تلقى بنفسها فى النار أسوة بمالكها ؛ وإلا فإن اللعنه الأبدية ستحيق بها إلى نهاية الزمان .

ـــــ

و هذا هو الحال فى الدول الأوروبية كفرنسا ؛ فما هو الحال فى انجلترا ؟؟؟

ولو أردنا الآن ان نترك المجتمع الاوروبى و نظرته الى المرأة و نتوجه برحلتنا إلى مجتمعنا العربى و لكن فى إطار العصر الجاهلى الذى كان يغص بالمتناقضات .

ــــ

ويكفى أن اشير هنا الى المستوى الأخلاقى المتدنى الذى وصل إليه الرجل فى نظرته و تعامله مع المرأة .

فقد بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد ؛ وكانوا يقومون بالتخلص من البنات بطرق وحشيه كدفنها فى التراب و هى حية ؛ أو أنهم كانوا يلقون بالإناث من رؤوس الجبال الصخريه او المنحدرات الرمليه إلى بطون الأودية ؛ أو يضعونهم على أبوب الكهوف و المغائر عسى أن يمر بها وحش كاسر أو طير جارح .

ومن خلال هذا العرض الموجز و السريع لأحوال المرأة فى ظل العصور البائدة ؛ ندرك مدى و حجم المأساه فى طريقة التعامل مع المرأة .

ولكن كل شىء تغير تغيرا جذريا مع انبثاق الخيوط الأولى لشمس الرسالة الاسلامية ؛ فلم تعد المرأة شيطانا أو مخلوقا دونيا ؛ ولم تعد خادمة أو أداة يستطيع الرجل من خلالها أن يحقق و يؤكد ذكوريته فى مجتمع يغص بالذكور و يفتقر الى الرجال ؛ وكم هو الفرق شاسع ما بين الذكورة و الرجولة !!!

و الحقيقة التى لا يستطيع أحد أن يعترض عليها ؛ و لا أن ينال من جلائها هى أن الاسلام قد أعطى المرأه من الحقوق ما لم تكن تحلم هى شخصيا به ؛ و نستطيع بكل بساطه أن نحدد موقع المرأة على خريطة المفاهيم القرآنية و الآداب النبوية لندرك من خلال ذلك أن الاسلام فى جوهره قد أعطى المرأة جو من القداسة ؛ ليس لأنها إنسان و لها حق فى الحياة و الوجود ؛ بل لأنه رأى فيه المشروع العظيم الذى تنتظره البشرية جمعاء ؛ فالبشرية من خلال وجودها السابق على الإسلام كانت ترى المرأة – كما رأينا – مشروع ( أنثى ) قبل أى شىء آخر ؛ و لكن فى الإسلام فالوضع مختلف تماما ؛ حيث أن هذا الدين قد أعطى المرأة شيئا من جو القداسة و الطهر لأنه رأى فيها مشروع (أم ) قبل أن تكون مشروع ( أنثى ) ؛ ورأى فيها أيضا مشروع إنسان له الحق فى ممارسة دوره الوجودى على مسرح الحياة قبل أن يرى فيها مشروع امرأة تغط فى سبات طويل تتقاذفها رياح المجتمع ونزوات من لا يرون فيها إلا وسيلة لإشباع الغرائز و إرواء الشهوات بطريقة تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية.

ولو أردنا أن نقوم بجولة سريعة فى رحاب الله – جل و علا – لنرى كيف كرم رب الوجود المرأة على أنها أم و أخت و إبنة ؛ و على كاهلها مسئولية النهوض بالمجتمع والارتقاء بقيمه و إعماره مع الرجل جنبا إلى جنب ؛ فيقول سبحانه و تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).

و نرى أن الرسالة الاسلامية من خلال خطاب الله لنا من جهة ؛ و من خلال سنة الرسول و أحاديثه من جهة أخرى أرادت من المرأة التى سيكون دورها على مسرح الحياة دور الأم أن تكون عاطفتها منفتحة على العقل و قابلة للتعامل معه بطريقة إيجابية من موقع بلورة العاطفة و تهذيبها ؛ وأرادت بنفس الوقت من الرجل أن يفهم معادلة الوجود ؛ و أن يحتوى و يتفهم الجانب الانفعالى و العاطفى عند شريكته فى معادلة الحياة ؛ فالنور الذى نحصل عليه من الطاقة الكهربائية هو النور الناتج عن اكتمال الدائرة الكهربائية بقطبيها ” الموجب و السالب ” ؛ إذ لا كهرباء و لا طاقة و لا نور أبدا إلا إذا كان لدينا قطبان يكمل أحدهما الآخر ؛ و كذلك الحياة التى تستمر من خلال وجود قطبين متكاملين يمدان خط الحياة بالولادة الجديدة

إن الولادة الجديدة التى أشار اليها فى كتابه العزيز قائلا 🙁 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ).

ـــــ

و هذا هو الفرق بين حياة و معاملة المرأة قبل وجود الاسلام و بعده و هو تغيير ملحوظ فلقد كانت المرأة تعامل و كأنها سلعة تباع و تشترى و تعامل و كأنها متاع لكن جاء الإسلام ليغير كل هذا و يعامل المرأة كإنسان خلقه الله له الحق فى الحياة وله حقوق و عليه واجبات ؛ فنحمد الله سبحانه و تعالى على نعمة الاسلام.

Similar Posts