في مشهد استثنائي يخلّد عبقرية الإنسان المصري وقدرته على وصل الماضي بالمستقبل، افتتحت مصر رسميًا المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، ليصبح نافذة حضارية تجمع بين تاريخ الفراعنة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تجربة متحفية غير مسبوقة.
حدث عالمي على أرض مصرية
يقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، ويمتد على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ليضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل عصور التاريخ المصري القديم من الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني.
ويعد الافتتاح حدثًا عالميًا يحظى باهتمام إعلامي واسع، بمشاركة رؤساء ووزراء ثقافة وسفراء من مختلف دول العالم، فضلًا عن حضور شخصيات بارزة من منظمات التراث الدولية مثل اليونسكو والمجلس الدولي للمتاحف.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الحضارة
في سابقة هي الأولى من نوعها في المتاحف الأثرية، استعان المتحف المصري الكبير بتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز (AR) لتقديم تجربة تفاعلية للزوار.
ويمكن للزائر عبر تطبيقات ذكية أن يشاهد الملوك الفراعنة وكأنهم يتحدثون إليه، ويتعرف على أسرار المقابر والبرديات باستخدام الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد (3D Virtual Reality).
كما تسمح الشاشات التفاعلية الحديثة بالتنقل بين العصور، واستكشاف تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية في مصر القديمة من خلال خوارزميات تحليل الصور والنصوص الأثرية.
أيقونة ثقافية وسياحية جديدة
يضم المتحف صالات عرض ضخمة ومركزًا للترميم ومكتبة أثرية، إضافة إلى قاعة مخصصة لعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون بالكامل لأول مرة في مكان واحد.
كما يحتوي المشروع على منطقة ترفيهية ومجمع سينمائي وثقافي ومطاعم مطلة على الأهرامات، لتتحول المنطقة بأكملها إلى وجهة سياحية عالمية متكاملة.
رمز للعصر الجديد في السياحة المصرية
وأكد وزير السياحة والآثار أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل “نقطة تحول كبرى في استراتيجية مصر السياحية”، مشيرًا إلى أن دمج التقنيات الذكية في العرض المتحفي يهدف إلى “تعزيز تجربة الزائر وتحقيق رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي في المجال الثقافي”.
وأشار إلى أن المتحف سيستقبل ما يزيد على خمسة ملايين زائر سنويًا، وأنه تم ربطه إلكترونيًا بمنصات الحجز السياحي ومواقع المتاحف العالمية لتعزيز الحضور المصري على الخريطة السياحية الدولية.
لمشاهدة الحلقة كاملة
