يشهد قطاع السياحة المصري طفرة جديدة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أضخم متحف أثري في العالم، وواحدًا من أهم المشروعات القومية الحديثة التي تعكس رؤية الدولة نحو التنمية المستدامة وتعظيم الاستفادة من المقومات الحضارية والاقتصادية لمصر.
أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين
يقع المتحف المصري الكبير على مقربة من أهرامات الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة توثق تاريخ مصر عبر العصور. ويُتوقع أن يستقبل المتحف أكثر من خمسة ملايين زائر سنويًا، ما يجعله مركز جذب سياحي عالمي ومصدرًا قويًا لدعم الاقتصاد المصري وزيادة الإيرادات الدولارية.
أثر اقتصادي وسياحي ضخم
بحسب تقارير وزارة السياحة، بلغت إيرادات القطاع السياحي المصري خلال العام المالي الماضي نحو 16.7 مليار دولار، وهي الأعلى في تاريخ مصر الحديث، بنسبة نمو تجاوزت 240% خلال خمس سنوات.
ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، يتوقع الخبراء زيادة الإيرادات بنسبة تتراوح بين 20% إلى 25% سنويًا، وهو ما يعزز جهود الدولة في تعافي الاقتصاد ودعم الاحتياطي النقدي الأجنبي.
الخبير الاقتصادي مصطفى بدره: المتحف محرك رئيسي للنمو
قال الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى بدره من خلال “برنامج اقتصاد مصر” المذاع على قناة أزهري الفضائية إن المتحف المصري الكبير يمثل مشروعًا قوميًّا متكاملًا يسهم في تحريك عشرات القطاعات، من بينها الإنشاءات، والفنادق، والنقل، والخدمات التجارية، إلى جانب توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وأضاف بدره أن افتتاح المتحف يعد “حملة ترويجية عالمية لمصر”، إذ نقلت الحدث مئات القنوات الدولية، ما وفر للدولة دعاية مجانية ضخمة تعزز من صورتها كوجهة سياحية آمنة ومتميزة تجمع بين الأصالة والتطور.
شراكة الدولة والقطاع الخاص
وأكد بدره على أهمية الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في إدارة وتشغيل المشروعات السياحية الكبرى، مشددًا على أن الدولة تقوم بدور رقابي وتنظيمي بينما يتولى القطاع الخاص تطوير الخدمات وتقديم تجربة سياحية متكاملة للسائحين.
رؤية مصر 2030 والسياحة المستدامة
يرتبط مشروع المتحف المصري الكبير ارتباطًا وثيقًا بـ رؤية مصر 2030، حيث يهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وجذب ما يزيد عن 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات المقبلة، ما يعزز مكانة مصر كإحدى أهم الوجهات الثقافية والسياحية في العالم.
لمشاهدة الحلقة كاملة
