إن الله ينصر الدولـة العادلـة ولو كانت كـافرة

 

قال شـيخ الإسـلام ابن تيميـة

( إن الله ينصر الدولـة العادلـة ولو كانت كـافرة على الدولـة الظالمـة ولو كانت مسلمـة )

سبق وأن شاهدنا رئيس أقوى دولة فى العالم ..بيل كلينتون .. تتم مقاضاته

فى قضية تحرش بسكرتيرته

وكذلك رئيس وزراء إسـرائيل يـمتثل أمام القضاء في قضيـة فسـاد ارتكبها من عدة سـنوات

أي قبل أن يسـتلم منصبـه وربما كانت بضعــة ملاييـن من الدولارات

وكذلك سمعنا بأنه عندمـا تفشـى الفسـاد بين البريطانييـن أيام الحرب العالميــة

قال عميـد لندن هل وصلت الرشـوة والفسـاد للقضـاء

قالوا : لا

قال : إذاً فالبلاد بخيـر

هذا هو المعنى الذى نريد تحقيقه فى بلادنا المسلمة، هذه هى القيمة التى ينبغى أن تعرس فى أوطاننا الاسلامية والعربية؛ فلربمـا كـان أحد أسـباب انتصار إسـرائيل والدول الغربيـة علينا هو عدلهم ومحاسبــة بعضهم.

إذن فالعدل هو أساس الحـياة

وعندما ننصف الأخرين حتى ولو كانوا أعداءنا

عندها فقط تقوم لنا دولـة عادلـة

ولربما نستطيع أن ننتصر على أعداءنا

والمسلم مطالب بأن يعدل مع جميع الناس سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالله يأمر بعدم إنقاص الناس حقوقهم، قال تعالى: ” وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ “ [الشعراء: 138].
وقال تعالى: ” ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى “ [المائدة: 8] أي: لا تحملكم عداوتكم وخصومتكم لقوم على ظلمهم، بل يجب العدل مع الجميع سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين

والعدل له منزلة عظيمة عند الله، قال تعالى: ” وأقسطوا إن الله يحب المقسطين “ [الحجرات: 9]. وكان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة.

* العدل أمان للإنسان في الدنيا: وقد حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلة عمر بن الخطاب، فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعجب؛ إذ كيف ينام حاكم المسلمين دون حَرَسٍ، وقال: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.

* العدل أساس الملك: فقد كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه- يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية. فقال له عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم.

* العدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويُشْعره بالعزة والفخر.

* العدل يشيع الحب بين الناس، وبين الحاكم والمحكوم.

* العدل يمنع الظالم عن ظلمه، والطماع عن جشعه، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض.

حذَّر الله -تعالى- من الظلم، فقال عز وجل: ” ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار “ [إبراهيم: 24].
وقال تعالى: ” فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم “ [_الزخرف: 65].
وقال تعالى:  ألا لعنة الله على الظالمين “ [_هود: 18].
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا من الظلم، فقال: ” اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة “ [مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: ” ثلاثُ دعَواتٍ مستجاباتٌ دعوةُ المظلومِ ودعوةُ المسافرِ ودعوةُ الوالدِ على ولدِهِ “
، وقال صلى الله عليه وسلم: ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه “ [البخاري].

أنواع الظلم:

ظلم الإنسان لربه: وذلك بألا يؤمن الإنسان بخالقه ويكفر بالله -عز وجل- وقد جعل الله الشرك به -سبحانه- من أعظم الظلم، فقال: ” لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم “ [لقمان: 13].
ظلم الإنسان للإنسان: وذلك بأن يعتدي الظالم على الناس في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم، فشتم المسلمين ظلم، وأخذ أموالهم ظلم، والاعتداء عليهم ظلم، والمسلم بعيد عن كل هذا.
ظلم الإنسان لنفسه: وذلك بارتكاب المعاصي والآثام، والبعد عن طريق
الله -سبحانه- واتباع طريق الشيطان.

جزاء الظلم:

ذات يوم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: ” أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال : إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ “ .
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الحقوق إلى أصحابها، قبل أن يأتي يوم القيامة فيحاسبهم الله على ظلمهم، قال صلى الله عليه وسلم: ” لتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلِها يومَ القيامةِ . حتَّى يُقادَ للشَّاةِ الجلْحاءِ من الشَّاةِ القرْناءِ “
فكل إنسان يظلم ويأخذ ما ليس حقًّا له فسوف يكون عليه وبالا في الآخرة، وسوف يعذَّب يوم القيامة عقابًا له على ظلمه في الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إن الله لَيمْلِي للظالم (أي: يؤخر عقابه)، حتى إذا أخذه لم يفْلته ” [متفق عليه]،

ثم قرأ ” وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ “ [هود: 102].
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة: ” يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا “ [مسلم].
فعلى المسلم أن يبتعد عن الظلم، ولا يعين الظالمين، وليتذكر دائمًا قول الشاعر:

لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا
فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ
تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ
يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ

والله تعالى أعلم.

منقول بتصرف.

Similar Posts