25
إلا أن كثيرا من الناس فهموا منها خلاف المقصود بها حيث ظنوا أن المرء يصل إلى أحكام الدين والشرع ويعرف ذلك بنفسه -وهو ليس أهلا لذلك- دون الاستعانة بالعلماء والاستضاءة بفهمهم، مع أن الله تعالى أحالنا عليهم في قوله: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” فجعلهم سبحانه وسائط لمعرفة الحق وأدلاء عليه.
وانظر” إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد” للصنعاني رحمه الله 105 وكتاب “الروح” لابن القيم 357.
وقال ابن الجوزي رحمه الله: (اعلم أن المقلد على غير ثقة فيما قلد فيه وفي التقليد إبطال منفعة العقل لأنه إنما خلق للتأمل والتدبر، وقبيح بمن أعطي شمعة يستضيء بها أن يطفئها ويمشي في الظلمة!.
فالحق -إذن- لا يوزن بالرجال وإنما يوزن الرجال بالحق بل كل قول يُحْتَجُّ له خلا قول النبي عليه الصلاة والسلام فإنه يحتج به.
ترى الجليس يقول الحق تحسبه…. رشدا وهيهات فانظر ما به التبسا
قال الناظم:
اعرف الحق تعرف أهله
؛ فإن الحق لا يعرف بالرجال
، إنما الرجال هم الذين يعرفون بالحق