عمر الإنسان هو أثمن ما يمتلكه، وهو رأس ماله الحقيقي. نجاح الإنسان في حياته وأخراه يعتمد على كيفية استغلال هذا العمر في الأعمال الصالحة والطاعات، بينما الخسارة تكمن في تضييعه باللهو والمعاصي.
أهمية استغلال العمر والوقت
حثّ النبي محمد ﷺ أمته على اغتنام العمر والعمل للآخرة، واستثمار الأوقات في طاعة الله. فعن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لرجلٍ وهو يَعِظُه: اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك(إسناده صحيح.
نعم عظيمة يجب استغلالها
النبي ﷺ أشار إلى نعمتين عظيمتين يغفل عنهما الكثير من الناس: الصحة والفراغ. فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال:
“نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ” (صحيح البخاري).
أقوال العلماء والحكماء في أهمية استغلال الوقت
-
ابن الجوزي:
“علمتُ أنّ الله تعالى لم يُطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا مَن وفّقه وألهمه اغتنام ذلك.”
-
الحسن البصري:
“أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم.”
-
أبو الوفاء ابن عقيل:
“إنّي لا يحلّ لي أن أضيعَ ساعةً مِن عمري، حتى إذا تعطّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملتُ فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح.”
-
الإمام ابن باز:
“ينبغي للمسلم أن يحفظ وقته ليلًا ونهارًا، وأن يقضيه في طاعة الله من صلاة وتسبيح وتهليل وذكر ودعاء صالح.”
كيف تستغل وقتك في طاعة الله؟
إليك طرق عملية لاستثمار وقتك فيما يرضي الله:
- ذكر الله والاستغفار: الإكثار من التسبيح والتهليل.
- المحافظة على الصلاة: أداء الصلوات في أوقاتها والإكثار من النوافل.
- قراءة القرآن: تخصيص وقت يومي لتلاوة كتاب الله.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الإسهام في إصلاح المجتمع.
- عيادة المريض: زيارة المرضى والدعاء لهم.
- قضاء حوائج الآخرين: مساعدة المحتاجين وإسعادهم.
- العمل المباح: طلب الرزق بالحلال.
- تعلم العلوم النافعة: اكتساب المعرفة وتطوير الذات.
- التواصل مع العائلة: قضاء وقت ممتع مع الأهل والأولاد.
- الصدقات: الإكثار من التصدق في سبيل الله.