110
هو الإمام الفاضل والفقيه العالم والإمام المصلح، فضيلة الشيخ إبراهيم حمروش، وُلِدَ في العشرين من شهر ربيع الأول 1297هـ (10 مارس 1880م) في قرية “الخوالد” التابعة لمركز إيتاي البارود – محافظة البحيرة، وقد وُلِدَ في بيت عزٍّ وشرف وعلم، وفي قريته حفظ القُرآن الكريم، وختَمَه وهو في الثانية عشرة من عمره، كما ألمَّ ببعض العلوم المؤهِّلة لدخوله الأزهر، فأرسله والده للأزهر، وكان والده – رحمه الله – تقيًّا ورعًا، مستمسكًا بشعائر الدِّين، فكانت وصيَّته لابنه حين ودَّعه بأنْ يلتزم بأداء الصلاة لأوَّل وقتها؛ لأنَّ التسويف قد يكون وسيلةً للتمهُّل، ثم الإهمال، وقد التزم الشيخ بوصيَّة أبيه طيلة حياته؛ فكان يقوم للصلاة بمجرَّد سماع الأذان.
والتراث العلمي للشيخ حمروش واسع؛ فعلاوةً على أنَّه كان يُمارس الكتابة في الصحف والمجلات، وكانت له عشرات المقالات في الإذاعة ومحاضراته في المحافل والمناسبات العامَّة، وكان المثقَّفون يحرصون كلَّ الحرص على الاستماع إلى هذه المحاضرات، هؤلاء المثقَّفون كانوا من مختلفي الطبقات والفئات والأدباء؛ وذلك لأنَّ الشيخ كان فصيح العبارة، لطيف الإشارة، طلق اللسان، لبق البيان، والملاحظ أنَّ تخصُّصه الأول كان في اللغة العربية وآدابها، وكان له الباع الطويل في الرأي إذا اختلفت الآراء.
كان – رحمه الله – عطوفًا على ذوي الحاجات، يسعى في قضاء حاجاتهم بما لديه من جاهٍ عند أولي الأمر، لا يدَّخر وسعًا في سبيل ذلك، والمعروف عنه أنَّه رعى أسرًا فقيرة عضَّها الدهر بأنيابه، وأناخ عليها الدهر بكلكلِه، حتى استقام أمرها، وبان رشدها، وإنَّ الأزهر ومجمع البحوث ليبكيان فيه الصلاح والتُّقى، والعلم الغزير والفضل الجم؛ لأنَّه كان – رحمه الله – طيِّب النفس، بعيدًا عن التزمُّت.
المقالة السابقة