الشيخ / محمد الخضر حسين

محمد الخضر

نسبه وبيئته ونشأته وتوليه المشيخة :

هو الشيخ الإمام السيد محمد الخضر حسين، من أسرة كريمة أصلها من الجزائر، وفي بيتٍ من بيوت المجد والسعادة، وفي مدينة “نفطة” وهي إحدى المدن التونسيَّة، وُلِدَ في 26 من رجب 1293هـ، ومن المرجَّح أنَّ أسرته كانت تنتمي إلى أسرة “الأدارسة” التي حكمت المغرب فترةً من الزمن، ويؤكِّد هذا أنَّ أحد ملوك الأدارسة بالمغرب أصدر مرسومًا ملكيًّا إلى جدٍّ من جدود الخضر حسين يتعلَّق بهذا النسب، وكانت أمُّه تنتمي إلى أسرة فاضلة، مشهورة بالعلم والصلاح والتقوى، فهي كريمة الشيخ “مصطفى بن عزوز” من أهل العلم والفضل، وله ترجمةٌ في تاريخ “الوزير أحمد ابن أبي الضياف”، وأبو جده لأمِّه العالم الفاضل “محمد بن عزوز” وله ترجمة في كتاب “تعريف الخلف برجال السلف”؛ للشيخ “الحفناوى بن عروس”، وشهرته “ابن عروس”.
وأمَّا خال الشيخ الخضر فهو الشيخ السيد محمد المكي بن عزوز، وهو من كبار العلماء الصالحين، فقد كان موضعَ إجلال واحترام من رجال الدولة العثمانيَّة في عهد السلطان “عبدالحميد”، وقضى أُخريات أيَّامه في “الأستانة” تلبيةً لرغبة السلطان، وله مؤلَّفات معروفة.
والمتتبِّع لحياة الشيخ “محمد الخضر حسين” يجد أنَّه رثا خاله السيد المكي سنة 1334هـ بقصيدةٍ أودعها ديوانه “ص 180” الطبعة الثانية، كما رثا أمَّه حين وفاتها سنة 1335هـ بقصيدةٍ جميلة سمَّاها “بكاء على قبر” يتبيَّن لنا من هذا أنَّ الإمام الشيخ الخضر شاعر أدبي، وما تقلَّد مشيخة الأزهر من فراغ؛ حيث إنَّه نشأ في بلدة “نفطة” التونسية، وتأثَّر بأبيه وخاله، وحفظ القُرآن الكريم، وجانبًا كبيرًا من الأدب، وألَمَّ بمبادئ العلوم العربية والشرعيَّة، ثم انتقل مع أسرته إلى العاصمة التونسيَّة سنة 1307هـ الموافق 1889م وجامع الزيتونة شبيهٌ بالجامع الأزهر، وتنقَّل في الدراسة في هذا الجامع من مرحلةٍ إلى أخرى؛ فظهرت نجابته، وبرز نبوغه، فطلبته الحكومة التونسية لتولِّي بعض الخطط العلميَّة قبل إتمام دراسته، ولكنَّه أبى، وواصَل دراسته على يد كبار العلماء من “تفسير وحديث”، وكان من أبرز شيوخه الشيخ سالم أبو حاجب، وقد رثاه بقصيدةٍ مسجَّلة في ديوانه الشعري.
ونال شهادة “العالمية” من جامعة الزيتونة، ثم رحل إلى الشرق 1317هـ، فما كاد يبلغ طرابلس ويقيمُ بها حتى عاد إلى تونس، ولازم جامع الزيتونة دارسًا ومدرسًا، يفيد ويستفيد، وممَّا يذكره له التاريخ ولا ينساه دعوته للطلاب في جامع الزيتونة إلى دراسة وتعلُّم مادة “الإنشاء”؛ حتى تكون لديهم القدرة للدفاع عن وطنهم ولغتهم.
كما سخَّر قلمه ولسانه لنصرة العثمانيين أيَّام حربهم مع الطليان، وذلك بالقصائد الشعرية الملتهبة حماسةً، وقد كان الشيخ مولعًا بالأسفار، شغوفًا بالارتحال من بلدٍ إلى بلد، ومن وطنٍ إلى وطن؛ فقد زار “ألمانيا” مرارًا والأستانة، وكذا “مصر والشام والجزائر وغيرها” من بلاد الله الكثيرة، وقد جنى من ثمار هذه الأسفار الكثير من الثمار؛ ففي دمشق تولَّى تدريس اللغة العربيَّة في المدرسة السلطانيَّة وفي الأستانة، عُيِّنَ محررًا عربيًّا في وزارة الحربيَّة، وأرسله “أنور باشا” إلى ألمانيا في مهمةٍ رسميَّةٍ، وتعلَّم اللغة الألمانية فتحدَّث بها بطلاقة، وقد زار مصر أكثر من مرَّةٍ قبل أن يلقي فيها عصا التسيار، وفي زيارته الأخيرة لها وهي التي أراد الله له فيها أنْ يقضي تحت سمائها ما بقي من عُمره، وحصل على الجنسية المصرية، وجلس مجلس التلميذ أمام علماء الأزهر، فسمع منهم، وتلقَّى عنهم، وتقدَّم لنيل شهادة العالميَّة “الدكتوراه” من الأزهر، فمنحه شيوخه إيَّاها، وسمحوا له أنْ يتصدَّر إحدى حلقات الجامع العتيد، فكان نعمَ الأستاذ علمًا وصلاحًا وخُلُقًا، وهكذا صار الرجل مصريًّا أزهريًّا لحمًا ودمًا.

تولِّيه المشيخة :

في حياة الشيخ “السيد محمد الخضر حسين” مواقف إسلاميَّة ووطنيَّة عظيمة؛ فظلَّ طوال حياته كارهًا للاستعمار، مناديًا بالتحرُّر، مندِّدًا بالاستعباد، وأنَّ الله سبحانه ما خلق الناس وشرع الجهادَ إلا من أجل أنْ يعيشوا في أوطانهم أحرارًا، وما قامت ثورة “23 يوليو 1952م” إلا للقضاء على الظُّلم والطُّغيان ومقاومته، وعدم استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، وقامت الثورة لا في مصر وحدها وإنما في العالم العربي كلِّه، وأعلنت شعار القومية العربية، وأسهمت في استقلال السودان، وإجلاء الاستعمار عن مصر، وأعانت الثورة الجزائريَّة، ومدَّت يدَها إلى هيئات التحرُّر في البلاد العربيَّة، والإفريقيَّة والإسلاميَّة، وفي مستهلِّ عهد الثورة المصريَّة رأت أنْ يتولَّى قيادةَ الأزهر مناضلٌ عربي من زعماء علماء المسلمين ومن قادتهم في مُناضلة الاستعمار في أقطار العالم العربي، فاستقرَّ الإجماع على اختيار الشيخ محمد الخضر حسين، وفي يوم الثلاثاء 26 من ذي الحجة 1371هـ – 16 سبتمبر سنة 1952م خرج من مجلس الوزراء أثناء انعقاده ثلاثةٌ من الوزراء توجَّهوا إلى بيت الشيخ في شارع خيرت، وعرضوا عليه باسم الثورة مشيخةَ الأزهر، وهكذا ما كان أحد يتوقَّع للخضر حسين هذا المنصب في يومٍ من الأيَّام، ولقد قال هو بنفسه لأحد أصدقائه: ولقد سقطت المشيخة في حجري من حيث لا أحتسب.
وتولَّى الإمام الخضر مهامَّ منصبه وفي ذهنه برنامجٌ إصلاحي كبير للنهضة بهذه المؤسسة الإسلاميَّة الكبرى، وجعلها وسيلةً لبعث النهضة الإسلاميَّة العُظمى التي يتطلَّع إليها العالم الإسلامي، ويذكر العلماء وغيرهم ومَن كانت لهم بالإمام صلة أنَّه أعطى المنصب حقَّه من الرعاية والتكريم، وأصبح اسم الأزهر عاليًا، كما كان لا يتهاون مع مَن يمسُّ كرامة الأزهر، سواء من حاكمٍ أو من محكومٍ، ولا كان يُجامل على حساب عقيدته أو دِينه، وكان هذا شأنه منذُ نشأته، وممَّا هو مأثورٌ عنه قبل ولايته لمنصب شيخ الأزهر: أنَّ “الحبيب أبو رقيبة” رئيس تونس زار القاهرة، وأرسل السفير التونسي إلى الشيخ طالبًا زيارة الرئيس التونسي، فقال للسفير: “ولماذا لا يأتي الرئيس إلى زيارتي؟! بالرغم من المودَّة التي كانت تربطهما؛ لأنَّ الرئيس غير مرتبط بإقامة التشريع الإسلامي.
ويقول المؤرخون أنَّه استقال من منصبه عدَّة مرَّات، وأصرَّ في آخِر مرَّة على ترك القضاء الشرعي، وليس بالعكس؛ لأنَّ الشريعة الإسلامية ينبغي أنْ تكون المصدر الأساسي للقوانين، أضف إلى ذلك ضعف صحَّته وكبر سنِّه، ومهما يكن فإنَّه لم يكن أسير المنصب يومًا من الأيام.
فقد كانت عفَّته وعفافه مضربَ الأمثال، وكثيرًا ما قال: “يكفيني كوب من اللبن وكسرة خبز، وعلى الدنيا بعدُ العفاء”.
ولقد استقال الشيخ الخضر من منصبه في 2 جمادى الأولى سنة 1373هـ – 7 يناير 1954م.
وكما ذكرنا أنَّ الإمام كان فصيحًا بليغًا، وصوَّر نفسه وهمته في أبيات شعرية رائعة فقال:
يرمي الهمامُ وما غير العلا هدفَا = ولا يُباكر إلا الرَّوضة الأُنُفَا
والناس كالشعر إنْ وافيتَ تنقدُه = ألفيتَ سبكَ القوافي منه تأتلفَا
كم بين شهمٍ يدوس الصعبَ في شَمَمٍ = وخاملٍ باتَ في مهد الهوى دَنِفَا
ولقد ذكره الدكتور عبدالحليم محمود في قوله: “مؤمن صادق الإيمان، زاهد مناضل، جاهَد في صفوف الوطنيين حتى حُكِمَ عليه بالإعدام، وجاء إلى مصر عالمًا ثبتًا فقيهًا لغويًّا أديبًا كاتبًا، ولقد أسهم في الحركة الإسلاميَّة والفكريَّة بنصيبٍ وافر؛ فلقد كان عالمًا تفرَّغ للعلم لم يشغله عنه شاغلٌ من شواغل الدنيا أو الجاه أو السلطان، وحينما تولَّى مشيخة الأزهر لم يُغيِّر شيئًا من عاداته فلم يهتمَّ بالمنصب، واستقالته كانت دائمًا في جيبِه وكان يقول: “إنَّ الأزهر أمانةٌ في عنقي أسلمها حين أسلمها موقورة كاملة، إذا لم يتأتَّ أنْ يحصل للأزهر مزيدٌ من الازدهار على يدي فلا أقلَّ من ألا يحصل له نقص”.

آثاره العلمية وتأثيره :

ولقد وفَّق الله – سبحانه وتعالى – الشيخ الخضر في جميع مراحل حياته العلمية والعملية؛ فحصل وهو في مصر من الوظائف والرُّتب العلمية والأدبية على ما لم يحصل عليه غيرُ القليلين من شيوخها وعلمائها المشاهير؛ فعُيِّنَ عضوًا في “مجمع اللغة العربية”، ونال الإعجاب من زملائه لتمكُّنه من ناحية من اللغة العربية شعرًا ونثرًا وخطابة ومحاضرة، كما عُيِّنَ عضوًا في “جماعة كبار العلماء” برسالةٍ موضوعها “القياس في اللغة العربية”، ولقد أجاد فيها وأفاد، وساعده في ذلك ماضيه العلمي الواسع.
ومن جهوده العلمية والوطنية أنَّه لما قامت الحرب الطرابلسيَّة بين الطليان والعثمانيين وقف قلمه ولسانه على الدعوة لنُصرة العثمانيين، ونشر بمجلته التي أصدرها الأزهر سنة 1349هـ وسمَّاها “نور الإسلام”، وأسند إليه التحرير من أوَّل عدد ثم مجلة “لواء الإسلام”، فمنذ صدورها سنة 1366هـ وظلَّ محررًا لها طول حياته، وقد نشر في هذه المجلة قصيدة عصماء لمعاونة العثمانيين.
ردُّوا على مجدنا الذِّكرَ الذي ذهَبَا = يكفي مضاجعَنا نومٌ مضى حقبَا
ثم رحل إلى الجزائر فزار مدنها الرئيسيَّة ملقيًا الدروس والمحاضرات، ثم عاد إلى تونس وعاود دروسه في جامع الزيتونة، ونشر المقالات الدينية والأدبية في الصحف، ورفض العمل في محكمة فرنسية بتونس، واتُّهم بعدائه للغرب، وأحسَّ بالخطر فسافر إلى تركيا، ثم ظلَّ بعد ذلك متنقلاً من دولةٍ إلى أخرى، قائمًا بنشاطه العلمي والفكري إلى أنْ أحسَّ بزوال مجد الدولة العثمانيَّة وهي تترنَّح تحت تأثير عوامل الفساد؛ فنظم قصيدة بعنوان “البكاء على مجد ضائع” قال فيها:
أدمى فؤادي أنْ أرى الـ = ـأعلامَ ترسفُ في القيودْ
فهجرتُ قومًا كنتُ في = أنظارِهم بيتَ القصيدْ
وحسبتُ هذا الشرقَ لم = يبرحْ على عهدِ الرشيدْ
فإذا المجال كأنَّهُ = من ضيقة خلقُ الوليدْ
وبعد سفره عدَّة مرات إلى ألمانيا استقرَّ عزمه أنْ يستوطن القاهرة؛ يلتقي مع أصدقائه من كبار العلماء وزعماء النهضة الوطنية والأدبية، ثم أصبح محرِّرًا بدار الكتب المصرية، وتجنَّس بالجنسية المصرية، وتقدَّم كما ذكرنا لنيل الشهادة العالمية من الأزهر، وكلَّما تعمَّقت أسئلة اللجنة وجدت تعمُّقًا في الأجابة، مع غزارة علمٍ وقوَّة حجَّة وبلاغة رأي، فنال “العالمية”، وانضمَّ إلى طليعة علماء الأزهر الأجلاء.
ثم أسَّس “جمعية تعاون جاليات شمال إفريقيا”، وكان دائم الحركة، يرى نهضة الأمَّة الإسلاميَّة مرتبطةً بالدراسات العلميَّة والإنتاج الصناعي، وقال شعرًا في هذا، وفي سنة 1343هـ مرض مرضًا شديدًا، وبدأ المرض مهاجمة جسمه، كما أحسَّ مع هذا بآلام الأسف على الوطن الإسلامي، وهذا ما تحقَّق اليوم، وهو بُعدُ نظر من هؤلاء العلماء، يعتصر قلبه على هذا الوطن، ووقوعه تحت وطأة الاستعمار، وقال في هذا شعرًا رائعًا منشورًا في ديوانه، وبعد شِفائه من مرضه ظهر كتاب “الإسلام وأصول الحكم”؛ لعلي عبدالرازق، وأحدث ضجَّةً في العالم الإسلامي؛ لمخالفته ما أجمع عليه المسلمون، فانتقد الكتاب بشدَّة، وأبرز ما فيه من أخطاء، كما نقد كتاب “الشعر الجاهلي”؛ لطه حسين، كما كان من أوَّل المؤسِّسين لجمعيَّة “الشبان المسلمين” 1346هـ، ثم أنشأ جمعية “الهداية الإسلامية”، وذلك بعد نجاح جمعيَّة الشبان المسلمين التي ضمَّ إليها مجموعةً من شباب الأزهر وشيوخه ومن طبقات المثقَّفين، وظلَّ هكذا طول حياته بمواقفه المشهودة، ثم عُيِّنَ مدرسًا بكلية أصول الدين، وأفاد طلابه بعلمه، من مقالات ومحاضرات جُمع معظمها في كتاب أسماه “رسائل الإصلاح” ثلاثة أجزاء، وأصبح عضوًا في “المجمع اللغوي”، وعضوًا بالمجمع العلمي العربي بدمشق.

مصنفاته ومؤلفاته :

للشيخ الخضر حسين مقالات وأبحاث ومحاضرات كثيرة، نشير إلى بعضها:
1- المجاز والنقل وأثرهما في حياة اللغة العربية – مجلة المجمع.
2- الاستشهاد بالحديث في اللغة.
3- طرق المصطلحات الطبية وتوحيدها في البلاد العربية.
4- رسائل الإصلاح – وهو ثلاثة أجزاء.
5- الخيال في الشعر العربي.
6- ديوان شعر خواطر الحياة.
7- آداب الحرب في الإسلام.
8- تعليقات على كتاب “الموافقات”؛ للشاطبي.

وفاته :

رحم الله هذا الرجل والإمام الفاضل، وأجزل له العطاء يوم تُوفَّى كلُّ نفس ما كسبت، وبعد هذه الحياة الطويلة الزاخرة بالعلم والعمل لقي الشيخ الإمام الخضر حسين ربَّه راضيًا مرضيًّا في مساء الأحد 13 من رجب سنة 1377هـ – 22 فبراير 1958م، وخلاصة ما يُقال فيه ما ذكره الشيخ محمد علي النجار، عضو مجمع البحوث، يوم تأبينه أنَّ الشيخ اجتمع فيه من الفضائل ما لم يجتمع في غيره إلا في النادر! فقد كان عالمًا ضليعًا مع علمه بأحوال المجتمع، لا يشذُّ عن مقاصد الناس ومعاقد شؤونهم، مع قوَّة الحجة وحسن الجدال، عف اللسان والعلم، لا يتناول المنقود بما يخدشُه، ويكره مجادلة خصمه، قال فيه صديقه الكاتب الإسلامي الكبير محب الدين الخطيب: “هذا رجل آمَن بالإسلام ودعوته، وأحبَّ وهو في صدر حياته أنْ يكون من الذين قال فيهم الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، ومات – رحمه الله تعالى – وهو لا يملك من حُطام الدنيا شيئًا، مات وقد قدَّم لأخراه النصيب الأوفر من حياته، بل كل حياته.

Similar Posts