اليقظة في الحياة: مفهومها وطرق تحقيقها

كتبت: غادة عرفة

اليقظة هي حالة من الوعي الكامل والحضور في اللحظة الحالية، دون التمسك بالماضي أو القلق بشأن المستقبل. وهي حالة من الوعي بالذات والوعي بالمحيط.

يسعى الجميع إلى العيش بحياة أكثر وعيًا واستقرارًا، واكتساب المهارات والعادات الحياتية اللازمة والمهمة التي تساعد الفرد على تفاعله مع حياته في العالم الخارجي بشكل واعٍ ومُتيقّظ، ليكون بذلك أكثر استعداداً لمواجهة التحديات والصعوبات والتغلب عليها، والابتعاد قدر الإمكان عن الوقوع في المشاكل والمواقف غير المرغوب فيها.

يمكن أن تُعرف اليقظة أيضًا بأنها حالة من الوعي الذاتي، حيث يكون الفرد على دراية بأفكاره ومشاعره وسلوكياته. كما أنها حالة من الوعي بالمحيط، حيث يكون الفرد على دراية بالعالم من حوله، بما في ذلك الأشخاص والأشياء والأحداث.

اليقظة هي حالة يمكن تحقيقها من خلال الممارسة والالتزام. من خلال اتباع الطرق المذكورة، يمكن للفرد أن يتعلم كيف يكون أكثر يقظةً في حياته، مما يساعده على عيش حياة أكثر وعيًا واستقرارًا ورضا.

أهمية اليقظة

لليقظة أهمية كبيرة في حياة الفرد، فهي تساعده على:

  • عيش حياة أكثر وعيًا واستقرارًا: حيث تساعد اليقظة الفرد على فهم نفسه والعالم من حوله بشكل أفضل، مما يساعده على اتخاذ قرارات أفضل وإدارة حياته بشكل أكثر فعالية.
  • مواجهة التحديات والصعوبات: حيث تساعد اليقظة الفرد على التركيز على اللحظة الحالية والتعامل مع التحديات بشكل أكثر فاعلية.
  • الشعور بالرضا والسعادة: حيث تساعد اليقظة الفرد على التركيز على الأشياء الإيجابية في حياته والشعور بالرضا والسعادة.

طرق تحقيق اليقظة

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق اليقظة، منها:

  • التأمل: يعتبر التأمل من أفضل الطرق لتحقيق اليقظة، حيث يساعد الفرد على التركيز على اللحظة الحالية والتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية.
  • النوم الصحي: يلعب النوم الصحي دورًا مهمًا في تحقيق اليقظة، حيث يساعد على تجديد الطاقة وتحسين التركيز.
  • النشاط البدني: يساعد النشاط البدني على تحسين الحالة المزاجية وزيادة الشعور بالراحة، مما يساعد على تحقيق اليقظة.
  • التفكير الإيجابي: يساعد التفكير الإيجابي على التركيز على الأفكار والمشاعر الإيجابية، مما يساعد على تحقيق اليقظة.
  • العلاقات الاجتماعية الصحية: تساعد العلاقات الاجتماعية الصحية على توفير الدعم والشعور بالانتماء، مما يساعد على تحقيق اليقظة.
  • تعلم كيفية ادارة المشاعر: يمر الجميع بمجموعة متنوعة من المشاعر، سواء الإيجابية أو السلبية. من المهم أن نتعلم كيفية إدارة مشاعرنا بطريقة صحية. يمكننا القيام بذلك من خلال التأمل والعلاج النفسي وممارسة المهارات الأخرى للتأقلم.
  • كن حاضرًا في اللحظة الحالية: غالبًا ما نكون منشغلين بالتفكير في الماضي أو المستقبل، مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي باللحظة الحالية. من المهم أن نتعلم كيفية أن نكون حاضرين في اللحظة الحالية، حيث يمكننا أن نكون أكثر وعيًا بأنفسنا وبالعالم من حولنا.
  • تعلم أشياء جديدة: يمكن أن يساعدنا التعلم في فتح أنفسنا لتجارب جديدة وتوسيع نطاق وعينا. يمكننا تعلم أشياء جديدة من خلال القراءة والسفر والتحدث إلى أشخاص جدد.
  • كن ممتنًا: يمكن أن يساعدنا التركيز على الأشياء التي نشعر بالامتنان لها في أن نكون أكثر سعادة ورضا عن حياتنا. يمكننا كتابة قائمة بالأشياء التي نشعر بالامتنان لها أو ممارسة تقنية الامتنان.

ومن الممكن أن يقع البعض في لغط بين اليقظة والانتباه، ولكن يجب التفرقة بينهما،  أن الانتباه هو التركيز على شيء ما، بينما اليقظة هي الوعي الكامل لما يحدث في اللحظة الحالية. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من اليقظة:

  • اليقظة الجسدية: هي الوعي بالجسم والمشاعر الجسدية. يمكن أن يساعدنا هذا النوع من اليقظة على أن نكون أكثر وعياً بأنفسنا واحتياجاتنا الجسدية.
  • اليقظة العقلية: هي الوعي بالأفكار والمشاعر. يمكن أن يساعدنا هذا النوع من اليقظة على أن نكون أكثر وعياً بأفكارنا ومشاعرنا وكيفية تأثيرها علينا.
  • اليقظة العاطفية: هي الوعي بالمشاعر والتجارب العاطفية. يمكن أن يساعدنا هذا النوع من اليقظة على أن نكون أكثر وعياً بمشاعرنا وكيفية التعبير عنها بطريقة صحية.

والأمر ليس مهما فقط على جانب الحضور والوعي ولكن فوائده تكون أكثر بكثير، تتمتع اليقظة بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك:

  • تحسين الصحة العقلية: يمكن أن تساعد اليقظة في تقليل القلق والاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية.
  • تحسين الصحة الجسدية: تساعد اليقظة في تقليل التوتر والألم وتحسين النوم.
  • تحسين الأداء: يمكن أن تساعد اليقظة في تحسين التركيز والذاكرة والتعلم.
  • تحسين العلاقات: تساعد في تعزيز التواصل والفهم المتبادل في العلاقات.

هناك بعض التحديات التي يمكن أن تواجه اليقظة، مثل:

  • الانشغال: غالبًا ما نكون منشغلين بالتفكير في الماضي أو المستقبل، مما قد يجعل من الصعب التركيز على اللحظة الحالية.
  • الأحكام: يمكن أن تؤدي الأحكام السلبية إلى مقاومة اليقظة.
  • المشاعر الصعبة: يمكن أن تكون المشاعر الصعبة، مثل الحزن والغضب، صعبة المواجهة، مما قد يؤدي إلى التجنب.

وهناك جانب مظلم أيضا للوعي حيث من الممكن أن تكون هناك آثار جانبية محتملة لليقظة: على الرغم من أن اليقظة لها العديد من الفوائد الصحية، إلا أنها يمكن أن تسبب أيضًا بعض الآثار الجانبية المحتملة، مثل:

  • زيادة الوعي بالألم والمشاعر الصعبة
  • تفاقم الاضطرابات النفسية
  • صعوبة النوم

Similar Posts