ماذا تفعل حينما تمر مأساة بأخيك المسلم ؟؟

 

حينما يمر أخٌ لك بمأساةٍ قد مررت بها قبله؛ فعليه أن يثق تماماً حينما تنصحه بطريقة التعامل معها أنك أكثر الناس إحساساً به و شفقةً عليه، و أفضلهم نصحاً له لأنك مجربٌ.

محبة الخير للآخرين …

 

 

هذه هي الرسالة التى تبعثها إلينا تلك الحكمة الجميلة، كيف تكون حريصاً على أخيك المسلم، كيف تكون مرآةً حقيقةً له، تحب له الخير، ولا تحب له الشر، تسعى جاهداً فى نصحه وتوجيهه، تسعى دوماً فى قضائ حوائجه، تبذل الغالي والنفيس من أجل مساعدته فى أي أمرٍ يطلب منك أن تساعده فيه، بل تسعى إلى قضاء حوائجه، وتبذل قصارى جهدك فى مساعدته دون أن يطلب منك ذلك.

 

 

إنها من أروع الصفات الحسنة التى يمكن أن توجد فى نفس إنسانٍ مشى على وجه الأرض …

 

أن تحب للناس ما تحب لنفسك ….

 

سلوكٌ فيه قمة الأخلاق، وصفاء النفس، وبهاء الروح، ورقة القلب ….

 

فيه خروجٌ عن الأنانية، وحب الذات ….

 

فيه خروجٌ عن الكراهية والبغضاء ….

 

فيه خروجٌ عن الحقد والحسد ….

 

فيه خروجٌ من الكبرياء والغرور

 

فيه من التواضع ما فيه ….

 

مما لا محيص فيه أن من يحب الخير للآخرين يمتلك قلباً كبيراً، ويملك نفساً طيبةً كثيرة العطاء ….

 

فهنيئاً لكل شخصٍ يتحلى بهذه الصفة، وهنيئاً لمن ويحاول أن يجعل نفسه دوماً معطاءةً للآخرين

 

 

لماذا ؟؟؟؟ لماذ أحب الخير للآخرين ؟؟؟؟

 

لأنك تريد أن تكون لك منزلةٌ عظيمةٌ عند الله تعالى. أن تكون أحب، وأخير الناس إلى الله تعالى، وأن يثبت المولى تبارك وتعالى قدمك يوم تزول الأقدام.

 

وما أعظمها وأجلها من منزلةٍ !!!!

 

 كما أخبر الصادق المعصوم (صلوات الله عليه وسلامه) الحديث الشريف الذى قال فيه:

 

 

” أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً , أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا , أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا , وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ – يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ – شَهْرًا , وَمَنَ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ , وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ” .

 

وقال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس ).

 

إن استطعت أن تصل إلى هذه المرتبة العظيمة؛ فأبشر

 

ستشعربسعادةٍ لا يوازيها سعادةٍ، ولذةٍ لا تعدلها لذةٍ

 

وحينها فقط ستدرك معنى السعادة الحقيقية التى يبحث عنها كل الناس، والتى هي بين أيديهم، وهم لا يدرون بها.

 

ولنقف وقفةً مع هاتين العبارتين:

 

” أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ “، ” خير الناس أنفعهم للناس “

 

فلم يقل (عليه الصلاة والسلام): (أنفعهم للمسلمين)، بل قال (أنفعهم للناس)، المسلم منهم وغير المسلم.

 

 

لماذا أحب الخير للآخرين؟؟؟

 

 لأن تمام الإيمان وكماله لا يتحقق البتة إلا بهذه القيمة العظيمة، وهذا الخلق النبيل … محبة الخير للآخرين كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم): ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “.

 

 

 

 

لماذا أحب الخير للآخرين؟؟؟

 

 لأن الإنسان فقيرٌ إلى الله تعالى، محتاجٌ إليه بفطرته، مفتقرٌ إلى عفوه ومغفرته ورحمته كما قال عز من قائل: ”  يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ “

 

فهل تريد أن يكون المولى تبارك وتعالى فى حاجتك، هل تريد أن يكون معيناً ونصيراً لك، وأن يشد من أزرك.

 

الجواب بسيطٌ جداً بينه لنا سيد المرسلين أيما بيانٍ ….

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

” المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه ، مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنهُ بِهَا كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ ” .

 

وفى الحديث الشريف: قال (عليه الصلاة والسلام): ” والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه “

 

 

 

هذه القيمة النبيلة، وهذا الخلق العظيم الذى جسده المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وشبهه تشبيهاً بليغاً

 

ففي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 

” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى”

 

 

يا لها من مشاعرٍ مرهفةٍ، وذوقٌ رفيع ٌ أدبه بنا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)

 

نعم … ما أجمل أ نكون جميعاً قلباً وجسداً واحداً، ما أجمل أن تندمج أرواحنا وتذوب فى بعضها البعض، ما أجمل أن يحب بعضنا بعضاً، أن نخاف على بعضنا البعض، أن نتشارك سوياً الفرح والألم، هذا هو الجسد الواحد للأمة الإسلامية، هذه بحق هي أمة الإسلام التى نرتضيها أمةٌ متحدةٌ قويةٌ، أمةٌ يحرص كل فردٍ فيه على الخير لأمته، أمةٌ يتعاون فيها كل امرىءٍ منها على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان كما قال جل شأنه ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “

 

 

أمةٌ بهذه الأوصاف، حري أن يعجل الله تعالى لها بالنصرة والتمكين، حري أن تكون لها الغلبة والقوة والمنعة، حري أن يهابها أعداؤها، وتكون سداً منيعاً لكل من تسول له نفسه أن يخترقها، وقد قال جل شأنه: ”  وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ “.

 

 

 

هذا والله تعالى أعلى وأعلم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

 

منقول بتصرف.

Similar Posts