ما الحكمة من التدرج التشريعي في النهي عن الخمر ؟؟

 

tadarog ghamr

ما الحكمة من التدرج التشريعي في النهي عن الخمر ؟؟

لقد مر تحريم الخمر بعدة مراحلٍ؛ فنزل تحريمها بصورةٍ متدرجة تشريعيًا على عدة مراحلٍ، وكان ذلك رحمةً من الحق تبارك، وتعالى بعباده؛ لأنه سبحانه، وتعالى يعلم جيدًا مدى استغراقهم في هذه المعصية، ومدى الحرج الكبير الذي قد يتعرضون له إن تم المنع والتحريم هكذا دفعةً واحدةً دون تدرجٍ؛ فكان نزول التحريم على مراحلٍ رحمةً من الحق تبارك، وتعالى وترفقًا بهم .
ومن هذا التدرج قول الله تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ “؛ فهذه الآية نزلت لتنهى عن السكر أثناء الصلاة، وهذا يعني أن الحق تبارك، وتعالى – بمقتضى هذه الآية – لم ينه عن السكر بعد انتهاء الصلاة أو في جميع الأحوال قبل الدخول في الصلاة، أما عند التهيؤ للصلاة؛ فينبغي أن يكون العقل مهيئًا لها، وأن يأخذ الشخص احتياطاته؛ حتى لا يدخل الصلاة سكرانًا .
ولكن هذه الآية صارت بعد ذلك منسوخةً بالآية الأخيرة في الخمر، والتي نزلت فقطعت بتحريم الخمر بألفاظٍ واضحةٍ صريحةٍ لا لبس فيها؛ فقال جل شأنه ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “، وهنا نلاحظ أن الحق تبارك، وتعالى قال ” فَاجْتَنِبُوهُ “؛ فهذا يعني ألا نقترب مجرد الإقتراب من الخمر بجميع الوسائل المفضية إليها،؛ فلم يقتصر النهي على مجرد شربها .
لذلك قال المصطفى ( صلى الله عليه، وسلم ) ” أتاني جبريلُ فقال يا محمدُ إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَعَنَ الخمرَ ، و عَاصِرَها ، و مُعْتَصِرَها ، و شاربَها ، و حامِلَها ، و المَحْمُولَةَ إليهِ ، و بائِعَها ، و مُبْتَاعَها ، و ساقِيَها ، و مُسْتَقِيَها “ . المصدر : السلسلة الصحيحة – الجزء أو الصفحة : 839 .

مختاراتٌ من برنامج علم القرآن
تقديم : الشيخ عبد الرحيم علوي .

Similar Posts