أولًا التعرف على الفتنة : فينبغي أولًا التعرف على الفتن، وتمييز ما إذا كان هذا الأمر فتنةً، أم لا؛ ذلك أن الفتن دائمًا ما تتزين؛ فلا تأتي للعبد، وتقول ( أنا فتنةٌ ) بل تتزين للعبد، وتتخفى، بحيث يزين له أنها حقٌ، وأنها أمرٌ طيبٌ، وفي حقيقتها السم الزعاف والشر المستطير، والفتنة العظيمة .
ثانيًا : الحلم وعدم التسرع والتعجل : فالفتن تتطور وتتلون بسرعةٍ وفيها اشتباهٌ، وحيث أنها على هذا النحو؛ فينبغي للعبد الصبر، والتأني، وعدم إلقاء الأحكام أو التعليقات جزافًا عليها دونما تأنٍ وتثبتٍ ورويةٍ؛ فلا أسرع بالكلام أو الفعل أو نشر الأخبار، ونحو ذلك، بل أتريث، وأتمهل قليلًا؛ حتى تتضح لي الرؤية على حقيقتها . وقد أكد سيد المرسلين ( صلى الله عليه، وسلم ) على هذا المعنى؛ حيث قال ” تقومُ الساعةُ والرومُ أكثرُ الناسِ . فقالَ لهُ عمرو : أبصرْ ما تقولُ . قال : أقولُ ما سمعتُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . قال : لئنْ قلتَ ذلكَ ، إنَّ فيهِمْ لخصالًا أربعًا : إنهُمْ لأحلمُ الناسِ عندَ فتنةٍ .وأسرعُهمْ إفاقةً بعدَ مصيبةٍ . وأوشكُهمْ كرَّةً بعدَ فرَّةٍ . وخيرُهمْ لمسكينٍ ويتيمٍ وضعيفٍ . وخامسةٌ حسنةٌ وجميلةٌ : وأمنعُهُمْ مِنْ ظُلمِ الملوكِ “ . المصدر : صحيح مسلم – الجزء أو الصفحة : 2898 .
ثالثًا : الصبر على الفتن : فلقد أخبرنا المصطفى ( صلى الله عليه، وسلم ) أن القابض على دينه، المتمسك بكتاب الله، وسنة رسوله ( صلى الله عليه، وسلم ) في وقت الفتن؛ فكأنما يقبض على جمرةٍ من نار؛ فقد قال ( صلى الله عليه، وسلم ) ” يأتي على النَّاسِ زمانٌ ، الصَّابرُ فيهم على دينِه ، كالقابضِ على الجَمرِ “ . المصدر : السلسلة الصحيحة- الجزء أو الصفحة : 957 .
كما أخبرنا أيضًا أن هذه الفتن للعامل فيهن أجر خمسين شهيدًا؛ حيث قال ” إنَّ مِن ورائِكم أيامَ الصَّبرِ ، لِلمُتَمَسِّكِ فيهنَّ يومئذٍ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم ، قالوا ، يا نبيَّ اللهِ أو منهم ؟ قال ، بل منْكم “ المصدر : السلسلة الصحيحة – الجزء أو الصفحة : 494 ، والسبب في ذلك أنهم يجدون على الخير أعوانًا، ولكننا لا نجد ذلك، وهذا بالفعل هو عين ما يحدث في زماننا .
مختاراتٌ من برنامج فاسألوا
د / رمضان عبد الرازق – عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف .
