مسجد الجيوشى 478 هجرية = 1085م

شيد هذا المسجد على حافة جبل المقطم مشرفًا على قلعة صلاح الدين ويراه الإنسان أول ما يرى إذا اتجه ببصره إلى شرق القاهرة
شيد هذا المسجد على حافة جبل المقطم مشرفًا على قلعة صلاح الدين ويراه الإنسان أول ما يرى إذا اتجه ببصره إلى شرق القاهرة. وقد أنشأه الوزير الفاطمى بدر الجمالى أمير الجيوشى سنة 478 هجرية = 1085م وهو مسجد صغير ذو أهمية عمارية فمئذنته تعتبر من أقدم المآذن الفاطمية القائمة بمصر. وهى تقع أعلى المدخل مباشرة وتبتدئ من سطح المسجد ببدنة مربعة تنتهى بحطتين من المقرنص يعلوهما مكعب ثم مثمن تغطيه قبة. ويعتبر المقرنص المنتهية به البدنة المربعة أقدم مثل لهذا النوع من الزخرف بمصر. أما تخطيط هذا المسجد فعلى غير المألوف فى مساجد القاهرة إذ يتطرق الإنسان من الباب الواقع فى منتصف الوجهة الغربية إلى دركاة على يمينها سلم يؤدى إلى المئذنة وعلى يسارها غرفة مسقوفة بقبو مصلب ومن هذه الدركاة يصل الإنسان إلى صحن مكشوف على يمينه ويساره حجرتان مستطيلتان ويتصدره عقد كبير يرتكز على زوجين من الأعمدة الرخامية وعلى جانبيه عقدان صغيران وتؤدى هذه العقود إلى إيوان القبلة الذى يشمل على رواق أمامى مسقوف بثلاثة قبوات مصلبة به ثلاث فتحات معقودة تؤدى الفتحة الوسطى منها إلى حيز مربع أمام المحراب تغطيه قبة محمولة رقبتها المثمنة بواسطة طاقية واحدة فى كل ركن من أركان المربع ويحلى هذا المربع من أعلى طراز من الكتابة الكوفية المزخرفة كما يحلى قمة القبة إطار دائرى مكتوب فيه بالخط الكوفى آيات قرآنية تحيط بكلمتى – محمد وعلى – مكررة. وتؤدى الفتحتان الأخريان إلى إيوانين صغيرين على يمين المربع ويساره ويغطى كليهما قبو مصلب. ويعتبر محراب هذا المسجد من أجمل المحاريب الجصية وأحسنها صناعة فقد جمع بين دقة الحفر فى الجص وجمال التفريغ فيه وهو يشمل على إطارين من الكتابة الكوفية المزخرفة تحصر بينهما زخارف جميلة تملأ توشيحتى عقد المحراب ويتوج أعلاه طراز به زخارف مفرغة لم يبق سوى القليل منها.

Similar Posts