فضل صلاة سنة العشاء والوتر
شرع الله -تعالى- لصلاة العشاء سنناً؛ منها ما هو مؤكد، ومنها ما هو غير مؤكدٍ، ومنها ما تكون قبل صلاة العشاء، وبعضاً منها يكون بعدها، و بيان سنن صلاة العشاء على النَّحو الآتي:
عدد ركعات سنة العشاء المؤكدة سنة العشاء الراتبة والمؤكدة هي ركعتان تصلَيان بعد أداء فريضة العشاء، وقد كان يصلِّيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على هذا النَّحو،
فقد صحَ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ).
عدد ركعات سنة العشاء غير المؤكدة يسنن للمسلم أن يصلِّي قبل صلاة العشاء ركعتين، وهي سنَّةٌ غير مؤكَّدةٌ، وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ).
وقد ورد تفصيلٌ عند الفقهاء في مذاهبهم حول السُّّنن غير المؤكَّدة لصلاة العشاء كالآتي:
عند الحنفيَّة: سنَّة العشاء غير المؤكَّدة هي أربع ركعاتٍ قبل الفريضة، وركعتان تضافان إلى ركعتي السُّنة البعديَّة وتُصلَّى أربع ركعات بتسليمٍ واحدٍ.
عند المالكيَّة: يندب صلاة ركعتين قبليتان، ومن صلَّى أربع ركعاتٍ بعد فريضة العشاء فهو زيادةٌ في الاستحسان.
عند الشَّافعيَّة: السُّنة غير المؤكَّدة لصلاة العشاء هي ركعتان قبل الفريضة.
عند الحنابلة: يندب صلاة ركعتين غير مؤكَّدتين قبل فريضة العشاء، وركعتين تضافان إلى السُّنة المؤكَّدة.
صلاة الوتر:
عدد ركعات سنة الوتر بعد العشاء
صلاة الوتر:
ترجع أهمية صلاة الوتر إلى تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وشدد على أهميتها بقوله: «إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا» (صحيح البخاري). يُنظر إلى صلاة الوتر على أنها وسيلة لإظهار طاعتنا لله وطلب المغفرة والرحمة.
إلى جانب صلوات الليل المفروضة، يمثل الوتر أيضًا إتمامًا للصلوات اليومية. إنها طريقة لاختتام اليوم بالاستغفار عن عيوبنا والتعبير عن الامتنان للنعم التي أنعمت علينا. إن الانخراط في صلاة الوتر يساعد على تعزيز الاتصال العميق مع خالقنا ويقوي إيماننا.
علاوة على ذلك، فإن صلاة الوتر عبادة فريدة من نوعها، حيث يمكن أداؤها بطرق مختلفة. ويمكن أن تصلى ركعة واحدة، مكونة من ثلاث ركعات، أو يمكن أن تؤديها مع ركعات إضافية. وينصح بقراءة سور أطول أو أجزاء من القرآن أثناء صلاة الوتر للتعزيز
عدد ركعات سنة الوتر بعد العشاء:
يصلِّي المسلم بعد الفراغ من صلاة فريضة العشاء وسننها صلاة الوتر، ويؤدِّيها المصلِّي مثنى مثنى إذا صلّاها أكثر من ركعة أو ثلاث ركعات، ثمَّ يختمها بواحدةٍ هي الوتر، وأدنى الكمال أن تصلَّى ثلاث ركعاتٍ بتسليمين، وقد تعدَّدت آراء الفقهاء حول ما هو أكثر صلاة السُّنة الوتر وما هو أقلُّها كما يأتي:
عند الحنفيَّة: الوتر يكون ثلاث ركعات، ولا يفصل بينهنَّ سلام.
عند المالكيَّة: أقلّ الوتر ركعةٌ واحدةٌ وأكثره إحدى عشرة ركعةً.
عند الحنابلة: الوتر أقله ركعةٌ واحدةٌ، والأكمل أن تُصلَّى ثلاثة فأكثر.
عند الشَّافعيَّة: أقلُّه ركعةٌ، وأكثره ثلاث عشرة ركعةً، والأفضليَّة هي ثلاث ركعاتٍ بتسليمتين.
وقت سنة العشاء:
يعدُّ وقت سنَّة العشاء هو الوقت ذاته الذي حدَّده الشَّرع لصلاة العشاء، فيكون وقت السُّنَّة القبليَّة لها منذ أوَّل وقت صلاة العشاء، والسُّنَّة البعديَّة لصلاة العشاء ينتهي وقتها مع آخر وقت العشاء، وهو منتصف اللَّيل عند من يرى ذلك، ويكون آخرها وقتها هو طلوع الفجر عند غيرهم، وعليه فإنَّه يكون هذا آخر وقتٍ لراتبة العشاء، وكذلك صلاة الوتر وقتها هو وقت صلاة العشاء، ولا تصحُّ قبل الفريضة، وينتهي وقتها عند طلوع الفجر.