الأخذ بالأسباب .. بين أهل التوحيد والإيمان، وأهل الشرك والأوثان

 

الأخذ بالأسباب .. بين أهل التوحيد والإيمان، وأهل الشرك والأوثان

المسلم يأخذ بالأسباب ولا يعتقد فيها، أما الكافر يأخذ بالأسباب ويعتقد فيها؛ فالمسلم يأخذ بالأسباب، ولكنه يعتقد، ويعلم جديدًا أن لهذه الأسباب ربٌ هو الذي يملكها؛ فيملك إيقافها، كما يملك تسييرها حيث يشاء جل جلاله؛ فهو يتوكل على رب الأسباب جل جلاله، مع الأخذ بها، وهذا هو حق التوكل، والذي اجتمع فيه توكيل الأمر إلى الله تعالى، مع الأخذ بالأسباب، والذي قال فيه سيد المرسلين ( صلى الله عليه، وسلم ) ” لو أنكم تتوكَّلون على اللهِ حقَّ تَوَكُّلِه لرزقَكم كما يرزقُ الطيرَ ، تَغْدو خِماصًا ، و تروحُ بِطانًا “ . المصدر : السلسلة الصحيحة – الجزء أو الصفحة : 310 ، بخلاف الكافر، والذي يأخذ بالأسباب، ولكنه في ذات الوقت يعتقد أنها هي المنتهى، وهي المرجوة وهي الغاية؛ فإن توقفت توقف ما يريد أن يسعى إليه؛ فهو يعتقد أن توقف أي غايةٍ أو هدفٍ يريده إنما مرجعه إلى الأسباب فحسب دون الإعتراف بوجود ربٍ وخالقٍ لهذه الأسباب هو الذي يملكها، ويملك تصريفها كيفما شاء سبحانه، وتعالى .

مختاراتٌ من برنامج فاسألوا
د / سعيد عامر – أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف .

Similar Posts