الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم مدرسةٌ إن أعددتها

أعددت شعبًا طيب الأعراق

 

دور الأم في تربية الأبناء

ما دور الأم؟ ما دوركِ أيتها الأم؟! من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاقِ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ لماذا التركيز على المرأة؟ لأن المرأة هي معلمة الأجيال، وكان دورها في التاريخ الإسلامي بارزاً، ذلك لأن الرجل جلس للجهاد، وربما كان يذهب للجهاد أشهراً طويلة، وكان يذهب في طلب العلم، وكان يسافر للتجارة كما ذكر الله عز وجل في كتابه، وكانت الأم قعيدة البيت، تربي الشباب وترعاهم وتراقبهم، وتحسن تربيتهم.

ماذا صنع الغرب اليوم؟ لقد أخرج الأم من البيت إلى العمل، بحجة ألا يكون نصف المجتمع معطلاً، فالغرب فعل هذا بالمرأة وأخرجها من البيت من أجل أن تعمل، لذلك بقي البيت فارغاً ليس فيه أحد، فماذا يصنع الغرب إذاً؟ أتى بما يسمى بالأم البديلة! (الحاضنة التي تربي الأطفال)، والذين يريدون من الأمة الإسلامية أن تصنع هذا بالأمهات، يريدون أن يعيدوا لنا قصة أطفال المفاتيح، أتدري ما قصة أطفال المفاتيح؟! امرأة مدرسة في بلاد الغرب عندها ثمانية وعشرون طفلاً؛ أربعة وعشرون منهم لما سألتهم وجدتهم من أطفال المفاتيح، أعمارهم من ست إلى عشر سنوات، كل واحد في جيبه مفتاح، إذا جاء للبيت ليس في البيت أحد، يفتح ثم يغلق على نفسه، ويجلس أحياناً أربع أو خمس ساعات في البيت وحده خائفاً فزعاً، إذا جاءت الرياح وبدأت تصفر بالنوافذ، أو طرق الباب، أصابه الفزع والرعب! وقد يحصل حريق في المنـزل، وقد يكون ضحية المخدرات.. إلى غير ذلك من الأعمال، فالذين يريدون من المرأة أن تخرج، يريدون كهذا المصير، لأولاد وبنات المسلمين!

مراقبة سلوك الأولاد

دورك -أيتها الأم- مراقبة سلوك الأولاد، بحيث إذا وجدت عليهم ملاحظة لا تقولي: أخاف عليهم، لا أريد أن أخبر والدهم! بل أخبريه، حتى يعالج الموضوع بصورة صحيحة، واحذري من كتمان أي ملاحظة. كثير من الأمهات قد تجد على الولد، ملاحظة -مثلاً يدخن- فلا تخبر الوالد، تخشى أن يضربه! فينبغي لها أن تخبره وتنصحه بألا يضرب الولد، ولا يستخدم معه الأسلوب القاسي، بل يبدأ معه باللين، عسى أن يكون أجدر وأنجح من القسوة.

عدم الحديث عن الأخطاء بحضرة الولد

كذلك عدم الحديث بحضرة الولد، فبعض الأمهات على العكس إذا جاء الولد يجتمع مع أبيه، قالت الأم للأب: ابنك فلان هذا فعل وفعل وفعل، وآذاني، ورفض أن يصلي، وابنك يدخن، وابنك وابنك! وبدأت تقدم تقريراً كاملاً عن الولد، والولد يسمع، وتريد من الأب أيضاً أن يقوم في الحال بموقف، فإذا سكت الأب قالت: أنت غير مبالٍ وليس لديك اهتمام، وكأنهم أولاد الناس، فهذا ليس بصواب أن تنتقل إلى جبهة أخرى وهي الهجوم على الوالد! لا يصلح هذا، بل ينبغي أن يكون إخبار الأم الحنون للوالد، بأخطاء الولد، في مجلس خاص بينها وبينه، بل تعاهدي ولدك على الصلوات الخمس، حرضيه عليها، أيقظيه لصلاة الفجر، أخرجيه من البيت إذا جاء وقت الصلاة وحرضيه ومريه، وإذا جاء فاسأليه: هل صلى مع الجماعة أم لم يصلِّ؟

وإذا شعرت أنه قصر أو فرط، فمريه بأن يصلي ويتدارك ما فاته، يجب أن لا تكوني في صف الابن أحياناً على الأب. ولعلي ذكرت ضربت قضية السيارة مثلاً: أحياناً الأب يشتري السيارة، ويقول: اشتريتها وأنا مكره، لأن أم الولد ضغطت عليّ، وأكثرت من الحديث، حتى وجدت أنني مضطر لشراء السيارة لأسلم من القيل والقال، كثيراً ما يقال لي: اشترِ لابنك سيارة، دعه يفرح مثل أولاد الجيران، لا تكدر خاطر فلان، كل الناس معهم! وتحاول الأم أن تضغط على الأب لشراء السيارة، ولا تدري أن شراء السيارة وبال عليها هي قبل أن تكون وبالاً على الأب، لأن المتضرر من عقوق الولد الأم أكثر من الأب، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح- أوصى بالأم ثلاثاً، وبالأب واحدة، لأن حاجة الأم إلى الولد أكثر من حاجة الأب إليه.

فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة.

Similar Posts