الإخلاص نقيض الشرك والرياء

 يقول الإمام الفضيل بن عياضٍ : ( ترك العمل من أجل الناس رياءٌ، والعمل من أجل الناس شركٌ، والإخلاص أن يعافيك الله منهما ) .

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين:

حكمة نفيسة، تضمنت بحق هذا الباب الخطير، والذى يعد من أخطر أبواب العقيدة مطلقاً، والذى يدور عليه مدار الإسلام كله، ولا يقبل الله تبارك وتعالى من عبد عمل إلا بتحقيقه.

إنه باب الإخلاص، حقاً إنه باب عزيز، باب ليس بسهل المنال، باب لا يمكنك أن تحققه هكذا بالتمنى، بل لابد من مجاهدة عميقة، وإجتياز مراحلٍ كثيرةٍ؛ كى تتمكن من تحقيقه بصدق.

وكثير هم من صنفوا فى هذا الباب من أهل العلم والفضل، وكم كتبت فيه من كتب، ومراجع كثيرة.

فى هذه الحكمة يصحح إمامنا، وأستاذنا ، الفضيل بن عياض (عليه رحمة الله) مفهوماً خاطئاً حول الإخلاص، يظن كثير من الناس أنه صواب.

كثير من الناس يترك العمل، وعندما تسأله لماذا تترك هذا العمل؟؛ يقول لك: إننى أخاف من عدم الإخلاص، أخشى ألا يكون عملى هذا خالصاً لوجه الله الكريم، ومن المعلوم أن الحق تبارك وتعالى لا يقبل إلا ما كان خالصاً وصواباً؛ لذلك فإننى أتركه مخافة ألا يقبله الحق تبارك وتعالى منى.

وييبين الإمام من خلال هذه المقولة أن العبد إن فعل ذلك؛ فقد أدخل نفسه فى دائرة الرياء التى يمقتها الحق تبارك وتعالى، وأنه بتركه لهذا العمل قد ارتكب منكراً؛ فلا ينبغى أن يظن أنه قد أحسن عندما ترك العمل، بل إنه أساء من حيث لا يدرى؛ حيث أوقع نفسه فى دائرة الرياء.

صنف آخر من الناس لا يهمه تحقيق الإخلاص، بل على العكس تماماً؛ فإنه يعمل العمل، ثم يريد المحمدة والثناء من الناس، لا يبتغى به وجه الله تبارك وتعالى، بل لا هم له سوى حب المدح، والثناء من الناس؛ فهذا أيضاً صنف مذموم ، وكل من كان واقعاً تحت هذا الصنف؛ فقد أوقع نفسه فى دائرة خطيرة كذلك ألا وهى دائرة الشرك – نسأل الله تعالى أن يعافينا منه.

إذن فالإخلاص ليس بترك العمل، وليس أيضاً بالعمل من أجل الناس، بل الإخلاص أن يعافينا الله عز وجل من هذين الأمرين المذمومين.

والله تعالى أعلم .

Similar Posts