بر الوالدين .. من أسباب تحصيل خيرات الدنيا والآخرة

 

awsak Allah bi alehsan

بر الوالدين .. من أسباب تحصيل خيرات الدنيا والآخرة ..


مما لا شك فيه أن كل إنسانٍ على ظهر هذه الأرض يبغي تكاثر رزقه، وتحسن ظروف عمله، وصلاح أحواله، ووجود الزوجة الصالحة، ووجود الأولاد الصالحين، إلى من غير ذلك من طيبات وخيرات الدنيا .
نقول لكم أنكم لن تحصلوا هذه الأرزاق، والخيرات والأمور الطيبات إلا ببركم لآبائكم؛ لقول سيد المرسلين ( صلى الله عليه، وسلم ) ” من سَرَّهُ أن يُبسطَ له في رزقِه ، أو يُنسأَ له في أَثَرِهِ ، فليَصِلْ رحِمَه “ . المصدر : صحيح البخاري – الجزء أو الصفحة : 2067 .


هذا فيما يتعلق بخيرات الدنيا، أما خيرات الآخرة؛ فلن تحصلها أيضًا إلا ببرك لهما ..


فمن أسباب قبول الدعاء بر الوالدين؛ لحديث النبي ( صلى الله عليه، وسلم ) ” بينما ثلاثةُ نَفَرٍ يتماشَونَ أخذَهمُ المطرُ فمالوا إلى غارٍ في الجبلِ فانحطَّت على فمِ غارِهم صخرةٌ منَ الجبلِ فأطبَقتْ عليهِم فقالَ بعضُهم لبعضٍ انظروا أعمالًا عمِلتُموها للَّهِ صالحةً فادعوا اللَّهَ بها لعلَّهُ يفرِّجُها فقالَ أحدُهم اللَّهمَّ إنَّهُ كانَ لي والدانِ شيخانِ كبيرانِ ولي صِبيةٌ صغارٌ كنتُ أرعى عليهم فإذا رُحتُ عليهم فحلبتُ بدأتُ بوالديَّ أسقيهما قبلَ ولدي وإنَّهُ نأى بيَ الشَّجرُ يومًا فما أتيتُ حتَّى أمسيتُ فوجدتُهُما قد ناما فحلبتُ كما كنتُ أحلِبُ فجئتُ بالحلابِ فقمتُ عندَ رؤوسِهما أكرهُ أن أوقظَهما من نومِهما وأكرهُ أن أبدأَ بالصِّبيةِ قبلَهما والصِّبيةُ يتضاغونَ عندَ قدميَّ فلم يزل ذلكَ دأبي ودأبَهم حتَّى طلعَ الفجرُ فإن كنتَ تعلَمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فافرُج لنا فُرْجةً نرى منها السَّماءَ ففرَّجَ اللَّهُ لهم فُرجةً حتَّى يرونَ منها السَّماءَ وقالَ الثَّاني اللَّهمَّ إنَّهُ كانت ليَ ابنةُ عمٍّ أُحبُّها كأشدِّ ما يحبُّ الرِّجالُ النِّساءَ فطلبتُ إليها نفسَها فأبت حتَّى آتيَها بمائةِ دينارٍ فسعيتُ حتَّى جمعتُ مائةَ دينارٍ فلقيتُها بها فلمَّا قعدتُ بينَ رجليها قالت يا عبدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ ولا تفتحِ الخاتمَ إلا بحقِّهِ فقمتُ عنها اللَّهمَّ فإن كنتَ تعلمُ أنِّي قد فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فافرُج لنا منها ففرجَ لهم فرجةً وقالَ الآخرُ اللَّهمَّ إنِّي كنتُ استأجرتُ أجيرًا بفَرَقِ أَرُزٍّ فلمَّا قضى عملَهُ قالَ أعطني حقِّي فعرضتُ عليهِ حقَّهُ فتركهُ ورغِبَ عنهُ فلم أزل أزرعُهُ حتَّى جمعتُ منهُ بقَرًا وراعيها فجاءني فقالَ اتَّقِ اللَّهَ ولا تظلِمني وأعطني حقِّي فقلتُ اذهب إلى تلكَ البقرِ وراعيها فقالَ اتَّقِ اللَّهَ ولا تهزأ بي فقلتُ إنِّي لا أهزأُ بكَ فخُذْ تلكَ البقرَ وراعيَها فأخذهُ فانطلقَ بها فإن كنتَ تعلَمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فافرُج ما بقِي ففرَّجَ اللَّهُ عنهم “ . المصدر: صحيح البخاري – الجزء أو الصفحة : 5974 .


والشاهد في هذا الحديث هو الموضع ” فقالَ أحدُهم اللَّهمَّ إنَّهُ كانَ لي والدانِ شيخانِ كبيرانِ ولي صِبيةٌ صغارٌ كنتُ أرعى عليهم فإذا رُحتُ عليهم فحلبتُ بدأتُ بوالديَّ أسقيهما قبلَ ولدي وإنَّهُ نأى بيَ الشَّجرُ يومًا فما أتيتُ حتَّى أمسيتُ فوجدتُهُما قد ناما فحلبتُ كما كنتُ أحلِبُ فجئتُ بالحلابِ فقمتُ عندَ رؤوسِهما أكرهُ أن أوقظَهما من نومِهما وأكرهُ أن أبدأَ بالصِّبيةِ قبلَهما والصِّبيةُ يتضاغونَ عندَ قدميَّ فلم يزل ذلكَ دأبي ودأبَهم حتَّى طلعَ الفجرُ فإن كنتَ تعلَمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ ابتغاءَ وجهِكَ فافرُج لنا فُرْجةً نرى منها السَّماءَ ففرَّجَ اللَّهُ لهم فُرجةً حتَّى يرونَ منها السَّماءَ “؛ ففرج الله تعالى لهم فرجةً يرون منها السماء بسبب دعاء هذا البار لوالديه، والذي قدم والديه في سقيا الحليب على أبناءه .


كما أن البار لوالديه تفتح له أبواب الجنان؛ فعقوق الوالدين من أسباب الحرمان من الجنان؛ لحديث النبي ( صلى الله عليه، وسلم ) ” ثلاثةٌ لا ينظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ : العاقُّ لوالديْهِ ، و المرأةُ المُترجِّلةُ ، و الدَّيُّوثُ ، و ثلاثةٌ لا يدخلون الجنةَ : العاقُّ لوالديْهِ ، و مُدمنُ الخمرِ ، و المنَّانُ بما أَعطى “ . المصدر : السلسلة الصحيحة الجزء أو الصفحة :674 .

 

مختاراتٌ من برنامج فاسألوا

د/ إلهام شاهين – أستاذة العقيدة والفلسفة – جامعة الأزهر الشريف .

Similar Posts