حقوق الطريق في الإسلام

hoqoq altareek

حقوق الطريق في الإسلام تتضمن ثلاثة عناصرٍ رئيسيةٍ ( السلام – الأمن – الأمان )، وجاءت في قول الحق تبارك، وتعالى ” سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ “ .

وفي هذا الصدد ينبغي أن نفهم أن المراد بقطاع الطرق ليس فحسب من يقطعون الطريق على المسافرين، ويعتدون عليهم؛ لأجل سرقتهم، بل كل من ساهم في إحداث أمورٍ تتسبب في الحوادث على الطرقات؛ فهو من قطاع الطرق أيضًا؛ فينبغي أن نفهم المراد بـ ( قاطع الطريق ) بمفهومٍ أوسع وأشمل .

وحقوق الطريق أربعةٌ قد بينها المصطفى ( صلى الله عليه، وسلم )، وهي ( غض البصر – رد السلام – كف الأذى – الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر )؛ فقد قال ( صلى الله عليه، وسلم ) ” إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، ما لنا من مجالسِنا بدٌّ نتحدثُ فيها ، فقال : فإذا أبيتم إلا المجلسَ ، فأعطوا الطريقَ حقَّه . قالوا : وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : غضُّ البصرِ ، وكفُّ الأذى ، وردُّ السلامِ ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهيُ عن المنكرِ “ . المصدر : صحيح البخاري – الجزء أو الصفحة :6229  .

فرد السلام : فيه نوعٌ من إعطاء الأمان والطمأنينة المتبادلة لكلا الطرفين .

وغض البصر : فيه نهيٌ عن انتهاك الحرمات، وتعريضها للأذى؛ فإطلاق البصر يؤدي إلى هذا الإنتهاك، وذلك الأذى، كما أنني أستحضر أن هذه التي أنظر إليها؛ فلا أغض البصر عنها هي كمثل أختي أو عمتي أو خالتي؛ فكما أنني لا أوافق، ولا أرضى لنفسي أن ينظر إليهن أحدٌ، أو ينتهك حرماتهن؛ فلا أرضى ذلك لهن أيضًا .

وكف الأذى : يكون من خلال عدم إعتداء أحدٍ على أحدٍ في الطريق .

وإماطة الأذى عن الطريق : يكون من خلال إزالة أي شيءٍ يعوق السير ككف الأذى الناتج عن وجود قشرة الموز في الأرض، وإذا كان أي شيءٍ يعوق السير من قبيل الأذى؛ فما بالنا بمن يضع المتفجرات والقنابل ونحو ذلك !!

فيما يخص كف الأذى أيضًا؛ فإن علامات المرور يجب شرعًا اتباعها؛ لأنها من الأمور التي تؤدي إلى الإصلاح والسلامة، وفيها خيرٌ للناس، ونفيٌ للأذى عنهم .

فيما يتعلق بكف الأذى كذلك ينبغي عدم تجاوز السرعات المقررة؛ فعدم تجاوزها فيه كفٌ للأذى عن السائق، وعمن يركبون معه في السيارة أو الحافلة، وهنا نشير أن من تجاوز هذه السرعات، وتسبب في إثم مقتل الناس الذين يركبون معه؛ فإثم هؤلاء الذين قتلوا  يكون على من فعل هذا التجاوز، وهو السائق، والذي تجاوز السرعات المقررة .

فيما يتعلق بكف الأذى؛ فإن هناك قاعدةٌ شرعيةٌ تقول ( الضرر يزال ) : حتى يكون هناك سلامٌ وأمنٌ وطمأنينةٌ واستقرارٌ بين الناس .

كما أن قاطع الطريق يقام عليه الحد كما أخبرنا الحق سبحانه، وتعالى في آية الحرابة؛ حيث قال ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “ .

 

مختاراتٌ من حلقة برنامج فاسألوا
==
د / سعيد عامر – أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف .

Similar Posts