فى رمضان شياطين صفدت وأخرى اطلقت “”مقال””

بقلم : يسرى المصرى

يقول الصادق الكريم في حديثه الشريف ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) أو كما قال صلى الله وعليه وسلم هذا الحديث يدفع الأمة بكل أطيافها ومراحلها السنية إلى إحداث ثورة في الطاعات والعبادات أذ لا عذر لك شيطان مقيد ونفس مكسورة بالصيام وهوى لا يأتي لأن منبعه مغيب هذا الطبيعي جدا.،. لكننا نرى الآن الوضع مختلف كثيرا: فمن الطبيعي مع عظمة هذا الشهر وتكريم الله له وذكر مكانته وحث النبي أمته على تكريم الشهر بالتقرب إلى الله من الطاعات والعبادات وكل ما هو يثقل الميزان يوم القيامة، وترك كل ما هو سيء ومخالف للأوامر والنواهي الربانية والنبوية إلا أننا نرى العجب العجاب فنجد شياطين الجن صفدت وشياطين الأنس أطلقت وتحررت نعم مع الأسف الشديد فلو تأملنا الوضع في نهار ومساء رمضان نجد الكثير من بنات المسلمين إلا من رحم ربي يلبسون لباسا ضيقة ويتزينون بزينة غريبة ويتجملون كأجمل ما يكون بل ويتفننون في إظهار مفاتنهم وجمالهم ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأنما يساقون إلى الموت وهم يعلمون ويسوقهن الشيطان وهن فاقدات للوعي مغيبات عن الفضيلة (تذكروا أنني لم أعمم ولم أقل الكل فهناك الكثيرات العفيفات الطاهرات التقيات حفيدات خديجة وعائشة وحفصة وكل الصحابيات الجليلات رضوان الله عليهم جميعا)، وكأن الشهر الكريم شهر قلبي عبادة داخلية لا تلزمها أن تكون صاحبة خلق بين في زيها وتصرفاتها وسلوكياتها وحديثها بل ونظراتها وسكناتها وكل مكنونها
أختاه أنتي غالية أنتي طاهرة أنتي تقية لا تجعلي نفسك سلعة بلا قيمة في رمضان أو غيره فأنتي حاملة بعث النهضة فأنتي الأم والأخت والزوجة والمربية والمعلمة أنتي من يملك مقومات النصر وياللعار لو أنجزتي لأعداء الأمة مقومات الهزيمة من خلال ما سبق
ونفس الأمر بل نفس الطامة نجدها عند الشباب (إلا من رحم ربي ) يتحركون ويلهون ولا نجد أي شيء من أثر هذه الأجواء عليهم لا مظهر ولا قلبا فنجدهم في الطرقات وبالأخص بعد الإفطار على المقاهي يذهب المرء للمسجد لأداء الفريضة والنافلة فيجد المقاهي تعج بالرواد وندخل المسجد لنرى الألم الصفوف في نقصان والمقاهي في تزايد وكأن الشهر أيضا شهر للشيشة والتدخين والهلس والكلام الذي لا قيمة له كل هذا وهم في غيبوبة فلا ينبههم نداء الله لهم أو صوت الإمام وهو يتلو آيات الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأن القلوب أغلقت وصعب على داعي الإيمان أن يفتح هذه القلوب الموصدة بأقفال فولاذية
وأخطر ما في الأمر سواء للفتيات أو الشباب أنهم لا يكتفون بضلال نفسهم فحسب ولا يقفون عند حالهم سواء أكانوا معللين هذا بأسباب أو بلا أسباب لكنهم يأبون إلا أن يتحركوا أيضا وسط أقرانهم لعلهم يكونوا سواء في المعصية ولا يشعرون أنهم غرباء على هذا الجو والأمر في هذا واضح إذ أن العاصي يشعر أنه عارٍ في مجتمع محتشم فيلجأ إلى التأثير والإقناع وينتقي حلو الكلام المنطقي في ثقافة المرح المباح والتيسير والتخفيف واللهو ويختلق الأسباب التي تكون أرضية تحرك في طريق محدثه لأنه أيضا صاحب نفس ضعيفة يستهويه معسول الكلام الذي يريح نفسه ويتوافق مع هواه ويتناسب مع طبيعته قبل الشهر الكريم
أذن نحن أمام أمر ليس بالهين فنحن نتحدث عن فكر جديد منتشر وقائم بإبداع جديد وغواية جديدة ونشر للضلال في شهر قيد فيه أهل الاختصاص في ذلك وهم الشياطين بل وفي توقيت تسمو فيه الروح

من السبب وما الحل؟

السبب بلا شك هو نحن نعم نحن نحن الشباب الملتزمين والأخوات الملتزمات
الشباب الطاهر حامل القرآن أصحاب الوجوه المنيرة من أثر السجود
أصحاب الألسن النقية والأيدي النقية والقلوب التقية
الشباب العفيف الغض الوقور صاحب البسمة الساحرة
الشباب الذي يأخذ الله غايته والرسول قدوته
الشباب الذي يقوم من الليل ليناجي ربه
الشباب الذي يدرس القرآن ليربي وينصح ويأخذ بأيدي شباب الأمة ليكونوا منارات في ظلمة الليل الكئيب يرشدون الحيارى ويدلون التائهين ويوقظون الغافلين ويأخذون بأيدي العاجزين عن الوصول إلى الطريق ليريحوا قلوبهم وأرواحهم

وكذلك الأخوات

الطاهرات العفيفات حاملات القرآن
المطيعات لأزواجهن
اللواتي يردن لكل بنات الأمة أن يرتدين الزى الشرعي ويصرن قامات وعلامات ورموزا للعفة والفضيلة
اللواتي يحملن على عاتقهن هداية النصف الأخر من المجتمع
اللواتِي يحملن نفس المشروع الإسلامي الذي يهدف إلى تحرر الأمة من كل مستعمر والعمل على إنشاء المجتمع والحكومة المسلمة مرورا بأستاذية العالم
اللواتِي تقر أعينهن ويسكن قلبهن وتسموا أرواحهن برؤية فتاة تائبة عابدة وعلى الفور يعضدن عليها لأنها جنة لهن بلا شك

الحل لهذا الأمر

هو وبإيجاز شديد أن يتحرك الطرفان (عماد نهضة الأمة) بجدية وقبل الجدية بغيرة وإخلاص ورغبة في الجنة والأخذ بأيدي الجميع إلى الهدى والتقى والعفاف والعمل على نشر ثقافة الفضيلة وزرع روعة المراقبة والخشية والحياء والرجولة والثبات والصبر لأنه من المعلوم سلفا أن هذه الأمور ما انتشرت إلا يوم أن غفلنا نحن كما ندعى أصحاب المشروع الإسلامي وأسلمة المجتمع عن دورنا وركنا بل وحدث بيات ولكنه ليس شتوي ولا صيفي بل بيات زمني لا أحد يعلم متى يزول وينتهي لا أحد يعلم متى سننفض هذا الدخان الذي أطلقه الشيطان علينا وكل من يسيرون في فلكه وأكاد أجزم أنهم ظنوا أن هذا الدخن لن يبدى نفعا معنا ولن يجدي مغنما لهم ولكن حدث العكس حدث ذوبان في المجتمع لا نستطيع أن نفرض عليه منهجنا
أنني أنادي الجميع ليس أصحاب المشروع الإسلامي فحسب بل أنادي كل مسلم عاقل راشد يفهم أمور دينه ويطبق ويشعر بحزن لما يرى ويتمنى أن يتغير
أقول أخي – أختي – أبي – أمي
آن الأوان أن نتحرك من جديد وبأشد من ذي قبل آن الأوان أن نحدث ثورة تربوية ودعوية خاصة والميدان الآن أوسع وأشمل ومتاح للجميع فننشر ما نحمله من شعاع علم وفهم في هذا المجتمع الغافل ونحاول أن نصل بطوق النجاة لكل فرد في الأمة
حتى نبرأ ذمتنا أمام الله عز وجل ولا نكون من كاتمي العلم والبينات ونذوق بهذا الركود والركن والكسل وضعف الهمة وكساح الحركة ما لا نتحمله في دنيانا وأخرانافهل وصلتنا الرسالة أم أننا مازلنا وسنظل في سبات عميق؟

 

Similar Posts