aqsa madina

قصة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة

 

aqsa madina

 

قصة الرجل الذي جاء من أقصى المدينة ..

قال تعالى في سورة ( يس ) ” وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14)قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ(21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ(23) إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)” .

اختلف المفسرون في هؤلاء الرسل الثلاثة الذين ضرب الله بقصتهم مثلًا في سورة ” يس “، هل هم من رسل الله عز وجل ، أم من أصحاب سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ؟؟
والصواب من أقوال المفسرين أن هؤلاء المرسلين كانوا رسلًا لله قبل سيدنا المسيح ( عليه السلام ) ، وأنهم كانوا قد أرسلوا إلى أهل أنطاكية ، وآمن بهم حبيب النجار، وإنطاكية تُعَدُّ مدينة من أهم المدن في منطقة الشام وآسيا الصغرى، بل لا نبالغ إن قلنا إنها كانت من أهم مدن العالم القديم بأسره
؛ فهؤلاء الرسل كانوا قبل المسيح ، ولم يؤمن أهل المدينة بالرسل ؛ بل أهلكهم الله تعالى كما أخبر في القرآن ، ثم بعد هذا عمرت أنطاكية وكان أهلها مشركين حتى جاءهم من جاءهم من الحواريين ، فآمنوا بسيدنا المسيح ( عليه السلام ) على أيديهم ، ودخلوا دين المسيح .
ويقال إن أنطاكية أول المدائن الكبار الذين آمنوا بالمسيح – عليه السلام – وذلك بعد رفعه إلى السماء ، ولكن ظن من ظن من المفسرين أن المذكورين في القرآن هم رسل المسيح وهم من الحواريين ، وهذا غلط لا يصح .

ثم توالت الأحداث؛ حيث عزم أهل هذه المدينة، واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة فيما ذكر؛ فبلغ ذلك هذا الرجل، وكان منـزله أقصى المدينة، وكان مؤمنًا، وكان اسمه فيما ذكر ” حبيب بن مري”.
فلما بلغ هذا الرجل هذه المؤامرة، والتي أراد هؤلاء القوم أن يحيكوها لهم جاءهم من أقصى هذه المدينة يسعى إليهم يذكرهم بالله، ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، فقال ” يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ “، ثم أخبرهم أن هؤلاء المرسلين لا يبتغون بدعوتهم إياكم إلى الحق أجرًا أو مقابلًا نقديًا لما يقومون به من واجب تبليغ الحق وهداية الناس إليه، بل أجرهم على الله تعالى كما قال جل، وعلا على لسانه ” اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ “ .

مختاراتٌ من القصص القرآني .

Similar Posts