التشجيع مصيبتى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
أنا شباب أحسب من الملتزمين بأوامر الشرع ولله الحمد والمنة ، وصحبتي ولله الحمد أغلبها من الشباب الملتزم ، ولكن منذ طفولتي ابتليت بشيء اسمه “التشجيع” وبعد أن التزمت استمر معي هذا الهراء الذي لم استطع أن أتركه . وتحسب لي نقطة أني لم أكن أضحي بطلعات وبرامج الشباب من أجل مشاهدة المباريات مع العلم أني لم ولن أفكر في الذهاب إلى الملعب لمتابعة أية مباراة كانت . وحاول معي والداي كثيرا لأن أترك التشجيع وأنه لا يليق بشاب ملتزم مثلي وله صحبة صالحة، وقالا لي هب أن أحد الشباب أو المجموعة كلها علموا أنك تشجع الأندية والمنتخبات كيف تتخيل موقفك ؟ وكيف ستقابل الشباب بعد ذلك ؟ وأنه مضيعة للوقت وأنه .. وأنه الخ .. ولكني لا زلت أشجع . فما الحل برأيكم ؟ وما هي الطرق التي تجعلني أترك هذا الأمر فأنا أعلم كل العلم أنه مضيعة للوقت وأني لن اجني أي فائدة من وراء ذلك . أريد خطوات لترك هذا الأمر ، وجزاكم الله خيرا

الجواب
أخي الكريم أشكر لك ثقتك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا فنضل .. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي :-
أولا : الحمد لله الذي هداك إلى طريق الالتزام ورزقك الصحبة الصالحة التي تدلك على الخير وتعينك عليه وأسأل الله تعالى لنا ولك الثبات على الحق حتى الممات .
ثانيا : أما بالنسبة لمتابعة أخبار الكرة وتشجيع بعض الأندية .. فلا أعتقد أنها مشكلة ما دامت في حدود ما ذكرت (( بقايا من الماضي لا تدفعك للذهاب إلى الملعب لمتابعتها .. والانغماس بأخبارها .. أو التخلي عما ينفعك والذهاب إلى ما لا ينفعك ..!! ولكنها شيء من الماضي ..!!! ما زال له في النفس بقية !!
ثالثا : ما أريد قوله هنا .. هو ألا تشعر بالذنب حيال ذلك .. ولكن كن موضوعيا وواقعيا مع نفسك .. وتعامل مع هذا الأمر على أنه مرحلة وستنتهي من حياتك إلى حد كبير ..! وربما بقي منها بعض الشيء ..!! فلا تعارض البتة بين التزامك وصحبتك لهؤلاء الشباب الصالحين (( هكذا نحسبهم والله حسيبهم )) وبين بقاء هذه الهواية في نفسك والتي لا تمثل في جوهرها (( شذوذا أو انحرافا فكريا أو أخلاقيا )) ولكنها هواية لا بأس بها ما دامت في درجة متدنية من سلم الأوليات لديك .. أو هذا ما يجب أن يكون ..! ولم تتعد في متابعتها حدود المعقول الذي يدفعك إلى التفريط في الواجبات أو الحب والكره فيها .. أو الانشغال الدائم في متابعة أخبارها والحديث عنها .
رابعا : صدقني – أخي الكريم – بمجرد انشغالك بمتابعة أخبار الأمة .. وطلب العلم وعلو الهمة .. ستجد نفسك مع الوقت وقد تراجع (( أمر التشجيع )) في نفسك إلى درجة متدنية .. ولم يبق منها إلا (( شيء يسير )) من الماضي .. وهو في كل الأحوال لا يخدش ولا يسيء .. فالمعول الحقيقي هو على ما تفعله الآن .. وما تختاره من صحبة .. وفقك الله وحماك وسدد على طريق الخير والحق خطاك .

Similar Posts