المراهقة ومشاكلها

المشكلة هى :-
أخي الفاضل أحسن الله إليك ونفع بك الأمة وفرج عنك كربة من كرب يوم القيامة
أخي الفاضل المشكلة تكمن في إخوتي الصغار ..
نعم يا سيدي الفاضل لدي أخ عمره الآن أربعة عشرة سنة ولكنه يفوق هذا العمر بكثيرو بصراحة أصبح التعامل معه جداً صعب، فهو كثير الخروج من البيت، وكثير اللعب مع رفقاء السوء .
وبدأ يقول كلمات بذيئة ونخشى عليه والله من المخدرات أو الوقوع في جريمة ما ..
قد تسألني أخي الفاضل هل له إخوة كبار ؟؟
سأقول لك نعم والجميع يحاول معه بشتى الطرق .. الغريب أن لديه أسلوبا مقنعا في الرد وفي النهاية تخرج أنت الغلطان حاولنا معه بطرق شتى منها الهدوء والأخذ والعطاء .. أخذه معنا حيثما سرنا .. ولكن لم ينفع .. بعدها التهديد كذلك لم ينفع .. Kبعدها الضرب وهذا أمر عجيب غريب على الرغم أنه يضرب إلا أنه لا يتأثر أبدا ، بل ولم تقطر من عينه دمعه ولم يتألم ويخرج بعد ساعة من الغرفة و كأن شيئا لم يكن نحاول أن نكلمه .. ولكن دون جدوى .. يحاول أخوته أخذه معهم إلى المحاضرات .. ولكن لو ترى ماذا يفعل .. إنه لا يترك أي شخص ملتزم في حاله دون أن يعلق بكلمة ساخرة يا أخي والله لولا خوفنا عليه لما أرسلت في استشارتك .
ليت الأمر وصل إلى هذا الحد و إنما بدأ يتطاول على إخوته .

أرجوك أفدني يرحمك الله، لعلنا نخرج من هذا الأمر ويرجع أخي لسابق عهده . وبارك الله فيك

 الجواب

:رداً على استشارتكم بخصوص المشكلة التي ذكرتها و التي تكمن في إخوتكِ الصغار والتي أرسلت بها إلينا وملخصها :

أن لديك أخا عمره أربع عشرة سنة وأصبح التعامل معه صعبا ، وأنه كثير الخروج من البيت وكثير اللعب مع رفقاء السوء.
وبدأ يتلفظ ويقول كلمات بذيئة كما تقولين ، وتخشين عليه من المخدرات أو الوقوع في جريمة ما .
وأنكم اتبعتم معه سبلا عديدة لكنها باءت بالفشل ـ ووصل به الأمر أنه بدأ يسخر من كل شخص ملتزم . وكذا بدأ يتطاول على إخوته .
الأخت العزيزة : الحقيقة كنا نود أن نعرف بعض الشيء عن أخيكم الذي يبلغ من العمر أربع عشرة سنة مثل تنشئته في الطفولة  بمعنى إن كان يغلب عليه الهدوء .. الانطواء.. الانصياع لمن هم في عمره .. عصبياً .. يحب الأطفال .. مدى قبوله من قبل الأب و الأم .. علاقته بإخوته الكبار والصغار .. ترتيبه من حيث الميلاد بالنسبة لإخوة.. طريقة تنشئته هل كان مدللاً من الأب والأم ؟
وكذلك دراسته في سنواته الأولى وهل كان متفوقا أم لا ؟ و هل رسب في أي سنة من هذه السنوات أو في المتوسطة ؟  ، وهل الأب والأم على قيد الحياة ؟
كنا نود أن نعرف طبيعة العلاقة بين الأب والأم .. إلخ من كل هذه البيانات حتى نستطيع أن نضع نقاطاً على أحرف صامتة إلا أننا سنشير لك قدر المستطاع على ما نراه يتناسب وعرضكم للمشكلة ـ وكنا نود أن نعرف العديد من النقاط السابقة ليتسنى لنا وضع حل حاسم.
الأخت العزيزة : 
الواضح من عرضكم للمشكلة أنك الأخت الكبيرة ، ويليك في الترتيب إخوة ذكور يكبرون صاحب المشكلة الذي يبلغ من العمر أربع عشرة سنة ـ وأقول لك: إن هذا الأخ محتاج إلى محلل نفسي وليس طبيباً نفسياً لأنه يبدو عليه أنه غير متوافق نفسياً وغير صحيح نفسياً .. ولا بد أن نفرق بين الطبيب النفسي والمحلل النفسي ـ فالطبيب يقوم علاجه على العقاقير الطبية ـ ولكن المحلل النفسي يستخدم الجلسات و المقابلة الشخصية و يتتبع المشكلة معكم ومع صاحبها من الطفولة وحتى الآن ويتطلب الأمر إمداده بكافة المعلومات التي ذكرت أنها لازمة لنا
الأخت العزيزة : 
الضرب مع مثل هذا المراهق لا ينتج عنه حل .. والضغط لا يولد إلا عنفاً في النهاية ، وكونك تقولين أنكم استخدمتم سبلاً عديدة وباءت بالفشل ـ فتكونون قد أخطأتم خطأً كبيراً لأنكم لا تقدرون طبيعة وظروف المرحلة التي يمر بها ” مرحلة المراهقة ” والتي يعرف عنها أنها مرحلة حرجة ، والحرج يكمن في أزمته لهويته والتي لم يجدها من خلال الأسرة فيضغط إلى أن يجدها من خلال أصدقاء السوء ، وخروجه الكثير من البيت وإنني أحب أن ألفت نظركم إلى أن طبيعة هذه المرحلة يحدث فيها تغيرات كثيرة على المراهق سواء على المستوى النفسي أو الجسمي أو العقلي ، وبالتالي يختلف تفكيره عما كان عليه من قبل فنجده يتمرد عليكم ـ فيقابل التمرد بالتهديد والضرب مما يزيد الفجوة بينكم وبينه ـ ويسعى للخروج الكثير خارج المنزل لأنه لا يجد راحته فيه بل يجدها مع أقران السوء بعيداً عن المنزل .
الأخت العزيزة : 
إن هذا الحل و أقصد ما قلته بشأن طبيعة المرحلة هو الحل الأقرب إلى الصواب في حالة إذا كان أخوكم قد نشأ نشأة اجتماعية في الطفولة مشبعة بالقبول والحب من قبل الأسرة ، وكانت سنوات دراسته جيدة في الابتدائية ، وطرأ عليه هذا السلوك حديثاً ـ فهنا نقول أن الولد يمر بأزمة في هويته و محتاج إلى الصبر وإبعاده بشتى الوسائل عن أصحاب السوء ـ ومحاولتكم إبعادهم عنه .
ـ مساعدته في معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ضجره و ضيق صدره ، والعمل على إزالة ما يؤرقه .
ـ البحث عن الهوايات التي يرغب بممارستها بحيث تعود عليه بالنفع .
ولا تنسي يا أختي العزيزة أن هذه المرحلة تتميز بالصراع فهو محرج بين مسئولياته تجاه الوالدين و بين رغبته في أن يحظى بقبول الأقران و ينتج عن هذا الصراع الرغبة في قضاء مزيد من الوقت مع الأصدقاء ووقت أقل في البيت وكنا نتمنى أن يكون الوقت مع أصدقاء خير ـ لكن للأسف كما تقولين هم أصدقاء سوء ، فيترتب على ذلك تدخل الأهل في حياته الاجتماعية حتى لا يرى الأصدقاء ـ من وجهة نظره- أحسن من البيت لأنهم يعطونه قيمة لم يجدها في الأسرة .
لذلك ـ أرجو كل الرجاء أن تصفي لنا في عرضكِ للمشكلة ما قمنا بذكره من مطالب ” بيانات ” نفيد في وضع حلول حاسمة .
إلا أننا وضعنا هذا الحل باعتبار أنه فرد عادي نما نمواً سوياً ولكونه مراهقاً يمر بمرحلة أزمة كأي مراهق .
إلا أننا نشك في أن هناك أشياء غامضة لم توضحيها عن المشكلة وكنا نود أن تكون أكثر وضوحاً ، وبمشيئة الله ستكون قادرين على الوصول للحل الأمثل .
والله الموفق

Similar Posts