الصداقة كنز ومن يحافظ على كنزه يظل غنيا

 

الصداقة كنزٌ

، ومن يحافظ على كنزه يظل غنيًا ..

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمدٍ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعلى الآل والأصحاب أجمعين، ومن سار على نهجههم، وسلك طريقهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

الصداقة شيءٌ جميلٌ جداً في المعنى والاحساس وكل حرفٍ في كلمة الصداقة له أثرٌ وميزةٌ في المعنى.

 فحرف الـ ( ص ): يدل على الصبر والصدق الدائم بين الشخصين، وهذا أمرٌ عزيزٌ قل من تجد من يتسم به في مجتمعنا الحالي، وما سميت الصداقة صداقةً إلا لكون الصدق صفةٌ ملازمةٌ ملتصقةٌ بها؛ فلا تنفك عنها بحالٍ، وحسبنا فى هذا المقام أن نشير إلى الآية الكريمة، والتى قرن فيها المولى عز وجل بين التقوى والصدق؛ حيث قال فى محكم التنزيل والبيان: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ “.

حرف الدال ( د ): نأتي للحرف الثاني من كلمة الصداقة وهو حرف الدال ( د ): ويدل على الدعابة بين الفردين والتسلية والمرح والفرح وأمور جميلةٍ مثل : بعض المغالب او النكت او الألغاز . فما أحلى هذا الوقت، وهي فترةٌ تضحك لنا فيها الدنيا والحياة عندما نضحك لها، وتملأ علينا السعادة والهناء في وجوهنا . فكل مرءٍ يتمنى هذا، وأنت كذلك  – أيها القارىء الكريم لهذا الموضوع – تحب هذا الوقت، ولا تتمناه أن ينتهي بالحزن والكآبة والبكاء .

وحرف الألف ( أ ): في الصداقة تدل على الإحساس والطيبة والتفاؤل بالحياة؛ فكل شخصٍ يرتاح للفرد الذي تعلم منه، وأدرك ما داخله وما داخل جسده وقلبه؛ فالإحساس عند المرء إما أن يكون عسيراً و إما ان يكون سعيداً . والشخص لا يستسلم لأي أمرٍ عسيرٍ يوارده أو يأتي إليه، وإنما يقف أمامه، و يجاهد نحوه، ويتخطاه كالسيارة التي تتجاوز السيارات الأخر؛ فما أحلى هذا الإحساس عندما نعرف كيف ندركه ونصيبه .

حرف القاف ( ق ): والآن إلى الحرف ماقبل الأخير في كلمة الصداقة وهو حرف القاف، والذى يدل على القناعة؛ فالقناعة كنزٌ لا يفنى, فما أحلى القناعة بين الصديقين، ما أجمل أن يعين كل منهما الآخر على القناعة، ما أجمل أن يربي كلاً منهما الآخر على الفوائد والعبر الجمة التى سيحصلونها من جراء هذه القيمة النبيلة، والتى عز وجودها بين الناس فى هذه الزمان. حقاً إنها كنزٌ لا يفنى، كنزٌ صعب المنال، وما أحلى الصداقة أن تكون بين الصديقين هكذا, وكذلك حرف القاف ( ق ) يدل على القوة والعزيمة في مواجهة المصائب والتقدم للعلا في كل اللحظات سواء كان ذلك فى الدراسة او عند التقدم لوظيفةٍ … إلخ.

حرف التاء المربوطة ( ة ): والآن نأتي للحرف الأخير من هذه الكلمة الرائعة ذات المعنى الكبير ( الصداقة )، وهو حرف التاء ( ة )، وهو يدل على التأقلم مع شخصية صديقى، واللجوء إليه في كل المصائب والمخاطر والتقدم نحوه بكل احترامٍ وتقديرٍ؛ فعند يكون المرء عوناً لصديقه فى أوقات الشدائد والأزمات، وبلسماً يهون عليه زخم الحياة وما فيها من مشكلاتٍ؛ فهذا يجعله الله سبحانه وتعالى أولاً في ميزان حسناته, وثانياً أنه سيجعل صديقه يفتخر به في كل لحظةٍ وكل زمانٍ ومكانٍ. ( فيقول : هذه صديقي الذى اعتبرته مثل أخى الذى من لحمى ودمى، بل وأكثر ).

فما أحلى الصداقة في هذا الزمن؛ فالصداقة تبني بالحب والإحترام والكرم والطيبة والخير والاخلاق الحميدة .

فتحيا الصداقة وكل من يحب هذه الكلمة ويتمسك بها.

منقول بتصرف.

Similar Posts