غاضبة ومحبطة وقلقة .. مشكلات زوجة قوية

المشكلة هى :- 

أنا متزوجة منذ 6 سنوات ولدي 3 أطفال، مشكلتي مع زوجي أن الحوار معه معدوم ولا يعترف إذا أساء التصرف في مسألة ما، كما أنه ضعيف الشخصية فماذا أفعل؟ والله نفسيتي سيئة وأشعر بالإحباط والقلق. كما أنه يتمسك دائما بحبل الهروب لمواجهة المشاكل مما أثر ذلك على نفسيتي وأصبحت عصبية.طيبة زوجي الزائدة تقتلني حيث تجعله يتعاطف مع الآخرين بأحسن النوايا بالرغم من استغلالهم له بشكل ملحوظ، فمثلا من3 سنوات طلب ابن عمه مال فاقرضه مرتين ولم يسده حتى الآن وبعد أن خطب ابن عمه اتصل مرة أخرى بزوجي وطلب 3 آلاف دينار.وضعنا لا يسمح أن يداينه لكن من وراء ظهري اتصل بصديقه طالبا أن يقرضه المبلغ، علمت ذلك بالصدفة عندما رأيت رسالة قد وصلت لهاتف زوجي مما أزعجني ذلك_ اعلم أن تصرفي سيء لكن والله فتحي للجوال حتى أيقظ زوجي من السبات الذي يعيشه وذلك لأن الناس يستغلونه للأسف_ والله يا دكتورة نفسيتي سيئة أرجوك ساعديني ولك مني جزيل الشكر

الجواب:-

عزيزتي،
طبيعي شعورك بالإحباط والقلق.. أنت محبطة من تصرفات زوجك وقلقة على مستقبل حياتكما ومستقبل الأولاد، فمن وجهة نظرك زوجك ضعيف الشخصية، طيبته الزائدة تطمع الآخرين فيه وفي ماله، وحوارك معه معدوم.. وهو لا يرى أخطاؤه  ولا يعترف بها..قطعا  هذا أمر محبط..
ولكن ماذا لو غيرت وجهة نظرك للأمور وفكرتي معي:

 لو افترضنا حقيقة أن زوجك ضعيف الشخصية ففكري في هذه المقولة “لا يوجد زوج ضعيف الشخصية ولكن توجد زوجة شخصيتها أقوى منه” بمعنى أن جزء من المشكلة لديك أنت، فشخصيتك أقوى منه وطريقة إدارتك للأمور ربما أحكم منه – من وجهة نظرك على الأقل- وبالطبع ليس هذا ذنبه أو ذنبك.. ولكن هذا هو الأمر الواقع.
وكل زوجة قوية إما تجبر عيوب زوجها وتقويه أو تكسره، تجبر عيوب زوجها  بذكاء وحب وتفاني وحسن تصرف. وكثير من البيوت الناجحة والمستقرة  تدار بحنكة زوجة تقوم بتسيير الأمور في الظل، مستخدمة كل قواها الناعمة في الحفاظ على  قوامة زوجها ومكانته مع المحافظة على بيتها وحقوق أولادها.
وقد تقوم هذه الزوجة بكسر زوجها بالنقد والمواجهة بالأخطاء في السر والعلن، وأخذ زمام إدارة شئون الأسرة منه ضاربة عرض الحائط  بمشاعره ومشاعر أولادها ومهما كانت العواقب. متغافله عن تأثيرها كقدوة لأولادها بما تقدمه من نموذج للزوجة المسيطرة المسترجلة، والنهاية معروفة مسبقا بيت تعس أو خرب.
يا عزيزتي فمهما كان احساسك بسوء تصرف زوجك أو سوء تدبيره وتصرفه لن يوقظه من سباته نقدك له أو التفتيش في “موبيله” أو أوراقه ومواجهته، فهذه التصرفات تدفعه دفعا لتحديك بالاستمرار في أفعاله وزيادتها بل وسيتفنن في إخفاء الأمور عنك وكل مرة ستكتشفي شئ أكبر من السابق وستعرفي عندما يفوت أوان النصح أو حسن التدبير، وستزيد الفجوة بينكما أكبر.

دائما هناك أبواب أخرى لتصلي مع زوجك لحلول وسط منها:

  • أن تبحثي بين الأقارب والأصدقاء على شخص يثق فيه الزوج ويقوم هو عنك بالنصح المباشر.

  • أن تستبقي الأحداث بالتخطيط المسبق لميزانية البيت وطريقة الإدخار وأسلوب الصرف الأمثل. وتضعي من ضمن البنود ما يمكن أن تسميه (بند الطوارئ الشخصية أو لدعم الأسرة الأكبر) فتنتهي المشكلة قبل أن تبدأ.

  •  بل وتحاوري معه في أوقات الصفا ولكن بلا نقد أو توجيه مباشر، بل اطرحي بعض الاسئلة المفتوحة لتسمحي له بالرد عليك وحاولى فهم وجهة نظره.

أما عن الحوار المعدوم بينكما.. تبدو أسبابه واضحة منطقية فمن الواضح أن المساحة الغالبة على الحوار هي النقد أو الاستجواب لمعرفة المزيد من التفاصيل، وأظن أن حواركما يغلب عليه حوار الطرشان.. فالكل يتحدث بدون أن يسمع طرف الطرف الآخر، وأعتقد أن هناك اختلاف بين طبيعة شخصيتك وشخصية زوجك فلا يوجد اهتمامات مشتركة تسمح بوجود الحوار الطبيعي بينكما. فأعيدي خلق بيئة جيده  تسمح بفتح باب التواصل بينكما:

استعيري نظارة زوجك وحاولي أن نتظري للحياة بطريقته، وقتها ستكوني أكثر تفهما لكثير من تصرفاته وستتمكني من معرفة مفاتيح شخصيته وستكوني أقدر على خلق اهتمامات مشتركة بينكما.

حاولي دائما اختيار الوقت المناسب للحوار، احسني اختيار الكلمات التي تعبري بها عن أفكارك، اضبطي نبرة صوتك وطريقة كلامك واعتقد إنه سيكون أكثر إصغائا لك واحرص على التواصل منك.

Similar Posts