موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الظلم

في ظلّ عظمة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نحن مدعوون للتأمل في قدوته الرائعة والملهمة. إن حياة النبي ليست مجرد قصة تاريخية، بل هي مصدر إلهام وتوجيه للبشرية جمعاء.

وكان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الظلم شديداً، وكان يحرمه ويحذره ويدعو إلى العدل والتسامح، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد ذلك، ومنها:

من القرآن الكريم:

  • قوله تعالى: { وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [النساء: 29].
  • قوله تعالى: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مَنْ أَضْلَلَ اللَّهُ فَلَنْ يَسْمَعُوا وَلَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ وَلِيًّا } [النساء: 117].
  • قوله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم: 42].

من السنة النبوية الشريفة:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يومَ القيامة”. (متفق عليه).
  • عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ”. (متفق عليه).
  • عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله ليُمْلِي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته”. (رواه مسلم).

موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الظلم يُجسد لنا أهمية العدل في الإسلام، ويُظهر لنا أنَّ الظلم من صفات الكافرين، وأنَّ الله تعالى يُعاقب الظالمين في الدنيا والآخرة.

ومن الأمثلة على موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من الظلم ما يلي:

  • عندما جاء إليه رجل يشتكي من رجل آخر أخذ منه ماله ظلماً، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “اذهب فخذ حقك”.
  • عندما جاء إليه رجل يستأذنه في قتل أخيه، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تقتله، فإنَّك إن قتلته يقتلوك، ثم يقتل آخر، ثم يقتل آخر، حتى تعود الدماء إلى أهلها”.
  • عندما سمع أنَّ رجلاً ظلم امرأة، قال: “أُشهد الله أنَّ هذا الرجل قد كفر بالله، فإنَّ الله تعالى يقول: { وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ } [النساء: 29].

Similar Posts