الإخلاص عنوان الإسلام، وأساس قبول الأعمال

 

EKHLAS-500x333

الإخلاص عنوان الإسلام، وأساس قبول الأعمال ..


يقول رسول الله ( صلى الله عليه، وسلم ) ” إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه “ . المصدر : صحيح البخاري – الجزء أو الصفحة : 1
هذا الحديث الشريف تدور عليه أمور الدين؛ فهو من ضمن الأحاديث الأساسية، والتي من يحافظ على تطبيقها يسلم له أمر دينه
، وهذا الحديث يبين لنا أنه لا عمل إلا بنيةٍ؛ لأن الأصل أن يكون العمل بنيةٍ ؛ لأن العمل بلا نيةٍ تكليفٌ بما لا يطيقه العبد، ويستحيل أن يكلف الله تعالى العبد ما لا يطيق
لذلك قال تعالى ” قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ “، وقال أيضًا جل في علاه ” قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى “؛ فحركة العبد لله، وسكونه لله، ونطقه لله، وكلامه لله
، والإخلاص الحقيقي يكمن في أن تدع المخلوق؛ فلا يعنيك، وإنما ما يعنيك هو نظر الحق إليك .
والإخلاص عنوان العمل، وعملٌ بلا إخلاصٍ إنما هو هباءٌ منثورٌ، وهذا ما أكد عليه سيد المرسلين ( صلى الله عليه، وسلم ) عندما بين مدى خطورة الإخلاص، والنية، والأثر السلبي لعدم تحققهما؛ فقال ( صلى الله عليه، وسلم ) ” إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ “ . المصدر :صحيح مسلم – الجزء أو الصفحة1905 :
كما بين المصطفى ( صلى الله عليه، وسلم ) كيف أن الدرهم الواحد الذي يخرجه العبد على قلته وقلة قيمته يكون له قصب السبق والأفضلية عن مائة ألف درهمٍ؛ لأن هذا الدرهم الواحد كان مصحوبًا بالإخلاص، أما المائة ألف درهمٍ؛ فكانت رياءًا، وسمعةً؛ فقال ( صلى الله عليه، وسلم ) ” سبقَ دِرهمٌ مائةَ ألفِ دِرهمٍ ؟ فقالَ رجلٌ : و كيفَ ذاكَ يا رَسولَ اللهِ ؟ قالَ : ” رجلٌ لهُ مالٌ كثيرٌ ، أخَذ من عُرْضِه مائةَ ألفِ درهمٍ تصدَّقَ بها ، و رجُلٌ ليسَ لهُ إلَّا دِرهمانِ ، فأخذَ أحدَهما فتصدَّقَ بهِ “ . المصدر : صحيح الترغيب – الجزء أو الصفحة : 883 .
ومن ثمرات الإخلاص أن تقدم العمل، ولا تلتفت إليه لأنه لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله؛ حيث قال رسول الله ( صلى الله عليه، وسلم ) ” لن يُدخِلَ أحدًا عملُهُ الجنَّةَ قالوا : ولا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : لا ، ولا أنا ، إلَّا أن يتغمَّدَنِيَ اللَّهُ بِفَضلٍ ورَحمةٍ “ . المصدر : صحيح البخاري – الجزء أو الصفحة : 5673
، وشتان بين من يعبد، وينظر إلى العبادة، وبين من يعبد، وينظر إلى الخالق
وبنية العبد يكتب له أجر العمل، حتى إن كان لديه عذرٌ حال بينه وبين هذا العمل كمرضٍ، ونحو ذلك .

مختاراتٌ من حلقة برنامج فاسألوا
الشيخ / عويضة_عثمان – أمين لجنة الفتوي بدار الإفتاء المصرية .

Similar Posts