الارتباك ومشاكله

المشكلة هى :-

أُصاب بالارتباك عندما أصلي بالناس، وجاءتني هذه الحالة مؤخراً، علمًا أني قبل أربع سنوات كنت أصلي بهم بدون ارتباك، وتعالجت عند أطباء نفسيين، وكل ما يفعلونه هو إعطائي بعض العلاج، ويقولون لي واجه؟!
أنا أعرف أن المواجهة هي من الحلول، لكن لا أستطيع أن أواجه جماعتي وجماعة مسجدنا؛ لأني أعمل في قريتنا وهم يعتمدون عليَّ ويثقون بي، أضف إلى ذلك أني كنت في المرحلة الابتدائية نشيطاً في مجال الإذاعة، حتى بدأت المرحلة الثانوية، وبدأت هذه الحالة معي عندما مررت بمرحلة البلوغ، إلى أن تخرجت من الثانوية وهي معي، مع العلم بأني لم أترك الإذاعة حتى تخرجت، والأعراض التي أعاني منها سرعة نبض القلب، كثرة اللعاب في فمي، التعرق، وتبدأ عليّ ملامح الارتباك عندما أبدأ أقرأ القرآن، فهل لحالتي علاج، مع العلم بأني لم أيأس ولن أيأس، فكيف العلاج؟

الجواب
أخي الفاضل/ السلام عليكم.
الخجل هو أن تتنفس نَفْس الهواء الذي يتنفسه الناس، ولكن لا تتنفسه بنَفْس الطريقة التي يتنفسون بها.
الخجول يرى في عيون الناس حياة تعيسة هم السبب فيها، ويرى في حديثهم عنه أن مكانه ليس وسطهم، ويرى في مواجهة الناس المستحيل، وإذا حدث فهي معجزة حسب رأي خبراء الصحة النفسية، والخجل الشديد يعود لثلاثة أسباب متفاعلة هي:
الوراثة.
فقدان المهارات الاجتماعية.
نظرة سلبية للنفس والذات.

ومن الواضح أن هذا الأمر الذى لديك ليس بسبب العوامل الوراثية، وبالتالي سهل العلاج إن أحببت أنت وساعدت نفسك على هذا فلن يساعدك أحد في معركتك تلك.
فما تمر به يمكن وصفه بنوع من أنواع القلق الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث مشاعر متنوعة تتراوح بين القلق والتوتر البسيط، إلى مشاعر رعب وهلع واضحة، تصنف في علم النفس تحت إطار أمراض القلق والتوتر، خصوصا وأن النهاية الطبيعية للخجل الشديد هي الشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع، وقد يتطور الأمر ويؤدي إلى مزيد من المرض، مثل الاكتئاب، ومن بعض النصائح الضرورية في هذا الشأن:
بداية، حدد أسباب شعورك بالخجل.
اكتب على ورقة بيضاء ماذا تنوي القيام به، وأسباب ترددك في القيام به، ثم قيم نفسك من خلال تسجيل عدد المرات التي قمت فيها بالفعل بتنفيذ ما نويت وعزمت على أدائه، وماذا حدث لك بعد أن نفذت ما نويت.
خذ كل الأسباب نحو تنمية مهاراتك الاجتماعية عن طريق:
· كن البادئ في الحديث مع الآخرين، ومن أفضل وسائل افتتاح الحديث هو الثناء أو إبداء الإعجاب بصفة أو شيء معين في الآخرين.
· ألقِ التحية يوميا على خمسة أشخاص غرباء على الأقل، ولا تصرفهم، ولا تنس أن تكون مبتسما عندما تلقي التحية، وسوف يساعدك وجودك في الخارج أن تتصرف بحرية ودون قيود عليك.
· اخرج للسوق واسأل عن أماكن أو محلات معينة حتى ولو كنت تعرف مكانها وكيفية الوصول إليها، المهم أن تبادر الآخرين بالحديث، ولا تنس أن تشكر من سألتهم على لطفهم وأدبهم عندما أرشدوك للعنوان المطلوب.
· حاول أن تكسب الثقة بنفسك وبقدراتك من خلال كتابة نقاط ضعفك كما تراها في عمود خاص، واكتب مقابل كل نقطة ضعف الصفة المضادة لنقطة ضعفك مثال:
لا أثق بالآخرين، أثق بنفسي.
حاول أن تتخيل مواقف سوف تسبب لك القلق والارتباك والإحراج لأنك خجول، وحاول بالمقابل أن تفكر بما كنت ستفعله لو لم تكن خجولا، واستمر يوميا على نفس المنوال ولمدة أسبوع، وبعدها إذا واجهت على أرض الواقع موقفا طبق ما فكرت به.
ضع نفسك في الطابور، سواء في مواقف الباصات أو السوبر ماركت….
ولا تنس أن تأخذ مكانك آخر الطابور، وابدأ الحديث مع الذي أمامك أو خلفك بسؤال مناسب لموقف الطابور.
احمل معك كتابا أو شيئا ملفتا للانتباه يثير فضول الكثيرين من رواد المسجد، وكن جاهزا للرد على الاستفسارات أو ملاحظات الآخرين.
المشي بخطوات ليست بالسريعة ولا البطيئه لمدة ثلث ساعة يومياً.
مارس بعض الأعمال الرياضية الجماعية.
ألقِ بعض النكت المضحكة على الآخرين، وشاركهم في الضحك.
احرص على أن تشارك الآخرين في الحديث عندما يكون موضوع الحديث في الجوانب التي تعلم تفوقك فيها.
إذا أحسست بتوتر أعصابك فحاول أن تسترخي قليلاً، ثم تعود للحديث مع الآخرين.
قبل مواجهتك للآخرين خطط لكلماتك وأفعالك، وتوقع رد فعل المستقبل، وعدل خططك على ضوء ذلك، ثم تمرن على ما ستقوله، وحاول أن تطبقه أكثر من مرة، ثم نفذ ما خططت له مباشرة، وبصدق وأدب مع الآخرين.
في النهاية تذكر أن من لدية ثقة بالله لديه ثقة بالنفس، وأنت تعمل في عمل دعوي يحتاج له المسلمون في كل مكان، وطِّد علاقتك بالله، وادعوه أن يكون جهادك لنفسك في هذا الأمر في ميزان حسناتك.

Similar Posts