ما هي صلاة الأوابين؟ وما الفرق بيها وبين صلاة الشروق

كتبت: غادة عرفة

 صلاة الأوّابين هي صلاة الضُّحى، وذلك لما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيان وقت صلاة الضّحى، حيث إنَّه وصفها بذلك الاسم فقال: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)،وأحسن وقت لأدائها عندما ترمضُ الفِصال؛ أي حين تشتدُّ حرارة التُّراب على أخفاف أقدام صغار الإبل فتَبرُك، ويكون ذلك بعد مُضيِّ ربع النَّهار.

حكم المشرعون وجمهور العلماء إلى أنّها عبادةٌ مستحبةٌ؛ من شاء إدراك ثوابها أدّاها ومن لم يرد ذلك لم يكن عليه إثمٌ أو حرجٌ، وهناك طائفةٌ من العلماء ترى أنّها مشروعةٌ لسببٍ؛ حيث إنّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- حين فتح مكّة صلّى ثماني ركعاتٍ، وسمّيت بصلاة الفتح فيما بعد فعن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت: (إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ).

كيفية أداء صلاة الأوابين:

صفة صلاة الأوابين لا تختلف كيفية أداء صلاة الضحى عن أي صلاة أخرى، لكن تعددت أقوال الفقهاء في صفة صلاة الضحى على النحو التالي:

 جمهور الفقهاء: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنها تؤدى مثنى مثنى؛ والمقصود أي أن يسلّم المصلي بعد كل ركعتين، واستدلوا بذلك لما جاء في حديث أم هانئ -رضي الله عنها- حيث قالت: (يسلّمُ من كل ركعتينِ). 

الحنفية: تؤدى أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ. وتكون صلاة الضحى صلاةٌ سرّية لا يُجهر بالقراءة فيها؛ لأن كل صلوات النهار سرية، ولأنه لا يوجد دليلٍ على الجهر فيها، ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يجهر فيها.

عدد ركعات صلاة الأوابين اتفق الفقهاء على أنّ أقل عدد ركعات صلاة الضحى هو ركعتان، وتعددت أقوالهم في أكثر عدد ركعات صلاة الضحى كما يأتي: المالكية والحنابلة والشافعية: قالوا أنّ أكثرها ثمان ركعات؛ لأنه أكثر ما ورد من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-. الحنفية: قالوا أنّ أكثرها اثنتي عشرة ركعة. 

فضل الالتزام  صلاة الأوابين: 

لقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل صلاة الضحى ما يأتي من أحاديث: عَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى).

-عن أبي هُرَيرَة -رَضِيَ اللهُ عنه-، قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ).

عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-، قال: (عن رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن اللهِ -عز وجل- أنه قال: ابنَ آدمَ اركعْ لي أربعَ ركَعاتٍ من أولِ النهارِ أكْفِكَ آخِرَه).

تُعد صلاة الضحى من الصلوات المشهودة؛ أي تشهدها وتحضرها الملائكة، كما أخبرَ -صلى الله عليه وسلم- في قولِه: (فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بالرُّمْحِ).

الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضُحى

صلاة الشروق وصلاة الضُحى هما صلاتان نافلة، تُستحبّ أداؤهما في وقتٍ مُعينٍ من اليوم، وهما من السُنن المُؤكدة التي أرشد إليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.

تعريف صلاة الشروق وصلاة الضُحى

  • صلاة الشروق: هي صلاة نافلة تُؤدّى بعد شروق الشمس بقدر رمح، وقبل ارتفاعها قيد رمح، ويُطلق عليها أيضاً صلاة الإشراق.

وقت صلاة الشروق 

  • وقت صلاة الشروق: يبدأ وقت صلاة الشروق بعد شروق الشمس بقدر رمح، وينتهي بارتفاعها قيد رمح، وأفضل وقت لأدائها هو بعد شروق الشمس بنحو 15 دقيقة.

فضل صلاة الشروق وصلاة الضُحى

الصلاة الشروق وصلاة الضُحى فضلٌ كبير، فقد ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:

  • (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).
  • (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
  • (لا يُحَافِظُ على صلاةِ الضُّحَى إلا أَوَّابٌ وهي صلاةُ الأَوَّابِينَ).

كيفية أداء صلاة الشروق وصلاة الضُحى

  • صلاة الشروق: تُؤدّى صلاة الشروق ركعتين، وتكون على نفس صفة صلاة الفجر، إلا أنّها تُؤدّى بعد شروق الشمس.

Similar Posts